لا أعلم عن مستوى إنفاق أغلب المصيفين من أهل المنطقة بشكل عام حينما يعودون لقراهم ومحافظاتهم لقضاء إجازة الصيف. لكن على الأقل أفهم الطيبين منهم سابقاً في طريب وما حوله حينما كانوا يعودون مصيفين، فتحل معهم الفرحة والأنس والكرم والهدايا لكل الأهل والأقارب ومن يستحق من المعارف، وكل بحسب مقدرته. وبقدومهم سابقاً بإجازة الصيف كانت منازلهم تصبح مدهال للمسايير والقادمين للسلام عليهم والترحيب بهم وتقديم دعوات لإكرامهم وعوائلهم، وغالباً يعتذرون عن قبول الدعوات مراعين لظروف الناس، وتبقى أبواب منازلهم مفتوحة من شروق الشمس إلى الليل، والجميع مبتهج بكثرة تردد الناس وهم في اجمل صُور من التسامح والمحبة والتقارب والوفاء. وعند مغادرتهم تحزن القرى ومن فيها.. لكن الملاحظ أننا مصيفي اليوم أبواب بيوتنا مغلقة وتكشيرتنا تسبق كلامنا، وبخلاء على الأقارب والمحتاجين، ونرى أن لنا الحق المطلق بالتكريم حتى على الذين ينتظرون هدايانا ولو شماغ أصلي ثمين و "قارورة" عطر كالتي معنا. نحن مصيفي اليوم لا نريد أحد يزعجنا ومع ذلك ننتظر كل الأقارب والأرحام ليقدموا لنا الدعوات عن بعد، وننتظر أتصالات كبار المجتمع لدعوتنا، وأصبحنا لا نجلس مع عامة الناس البسطاء بل نبحث عن أصحاب الصيت والمكانة.. فأين السعادة الصيفية وفرحتها وخيراتها؟!. بصدق، المصيف الذي لا ينفق بسخاء مع المقدرة في ديرته ولا يسعد جماعته ومن حوله فهو بخيل ومحروم.. فهل فهمنا لماذا لم يعد لعودة المصيف فرحة واستهلال وشوق من أهل الديرة كما في السابق، ولم يعد يفرح برؤيته إلاّ القليل؟!. لأنه بخيل ومقفل أبواب بيته، ومكشر ومتعنطج.!. ليس الكل.