(شالوا ألدو.. جابوا شاهين، ألدو قال ما انتوش لاعبين) هذا جزء من مونولج شهير، قدمته فرقة ثلاثي أضواء المسرح في ستينات القرن الماضي، يعبر عن حال الفوضى والارتباك في الملعب في مباراة بين الأهلي والزمالك؛ حيث يتم تبديل الحراس بشكل متكرر؛ بسبب تلقي الكثير من الأهداف، ما عكس حالة من عدم الاستقرار والارتباك في المباراة. وفي عالم الرياضة الحديث، لم تعد المنافسة مقتصرة على المستطيل الأخضر، بل أصبحت السمعة المؤسسية جزءًا من رأس المال الحقيقي للأندية والدوريات، وأي أزمة قانونية أو تنظيمية- حتى لو كانت إجرائية- يمكن أن تنعكس على صورة الدوري بأكمله، والحادثة الأخيرة في انتخابات النادي الأهلي؛ حيث تم استبعاد قائمتين، ثم تزكية قائمة أخرى، ثم إلغاء التزكية وإعادة القوائم وفتح باب الانتخابات مجددًا، تقدم مثالًا حيًا على هذا الأثر. المشجع أو المتابع، عندما يرى هذا التخبط القانوني والإداري، يفقد جزءًا من ثقته في المنظومة (الثقة المؤسسية) التي يفترض أن تدير الرياضة باحترافية، وهذه الثقة ليست رفاهية، أو عبارة رنانة؛ بل هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه قرارات الاستثمار والرعاية، وأي تصدّع فيها ينعكس على قدرة الدوري في جذب شركاء تجاريين أو مستثمرين ، كما أن وسائل الإعلام تلتقط الأزمات القانونية بسرعة، وتعيد تدويرها، كعنوان رئيسي:" فوضى انتخابية"،" تضارب قرارات"، "سوء حوكمة" كل هذه العناوين ترسّخ في ذهن الجمهور صورة ذهنية سلبية عن المنظومة الرياضية، وفي عصر السوشيال ميديا، حيث السخرية تنتشر أسرع من الحقائق، يصبح الضرر مضاعفًا، كما رأينا في تشبيه ما حدث بمونولوج ثلاثي أضواء المسرح، ولكن ما الأثر التسويقي لهذا الفشل الإجرائي أو القانوني؟ بما أننا نسعى لجعل الدوري السعودي علامة تجارية كبرى، فلابد أن نعي أن العلامات التجارية الكبرى تبحث عن بيئة مستقرة وشفافة، قبل أن تضع شعارها على قمصان الأندية أو على لوحات الملاعب، وأن أي ارتباك قانوني متكرر يعطي انطباعًا بعدم استقرار المنظومة، وهو ما قد يجعل الشركات تراجع قراراتها، أو تضع شروطًا أكثر صرامة عند توقيع عقود الرعاية، وهذا الأمر بمثابة جرس إنذار يذكّرنا بأن المشاكل القانونية، مهما بدت محدودة، تحمل أثرًا تسويقيًا واسعًا على سمعة المنظومة الرياضية. الرياضة اليوم ليست مجرد منافسة، بل منتج تسويقي عالمي، وأي شرخ في جدار الثقة، يعيد المنظومة خطوات إلى الوراء.