- الرأي - بدرية عيسى - جازان : هنا… المملكة، حيث الحُب يُترجم إلى خدمة في كل زاوية من الحرمين، في كل طريق إلى منى، تلمح أيادي بيضاء لا تُحصى، وقلوبًا تنبض بالعطاء، رجالٌ ونساء، جنودٌ في السرّ والعلن، يسابقون الوقت، ويُسهّلون المشقة، كأنهم وُلدوا لأجل هذه الرسالة فقط: "خدمة ضيوف الرحمن شرف، لا مهمة". هنا في المملكة، لا تُقاس الجهود بالأرقام، بل بالدعوات التي تُرفع من أفواهٍ مُتعبة، وقلوبٍ راضية، تُمسك يد عجوز لا تعرف لغته، وتُدلّ حاجًا أنهكه الطريق، وتسقي صغيرًا لا يعرف إلا أن يبتسم، فيردّ المَلَك في السماء ب: "آمين". الطرقات تُمهّد، والقلوب تتهيأ، والعين لا تنام… لأجل أن ينام الحاج مطمئنًا، ولأجل أن يُقال في السماء: "هنيئًا لقومٍ سخّرهم الله لخدمة بيته". من القيادة حتى أصغر متطوّع، تُكتب الحكاية كل عام بأحرف من ذهب: حكاية وطنٍ أحبّ الحجيج… فأبدع في الوفادة، ووهبهم كل شيء… من الأمن إلى الدعاء.