لا يختلف اثنان حول الأهمية الكبرى التي أصبح يحظى بها تعليم الأشخاص ذوي الاعاقة في كل أرجاء العالم وقد واكبت المملكة العربية السعودية ركب الاهتمام بهذه الشريحة المهمة، بل وكانت المملكة العربية السعودية من الدول العربية السباقة للمصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة ، ووضعت نظام خاص برعايتهم من العام 1421، ولا زالت المملكة العربية السعودية تولي كافة عنايتها بهم وتعمل على تحديث كافة الأنظمة والقوانين والتشريعات بما يتوافق مع مستجدات العصر ،وقد برز ذلك جلياً من خلال نظام حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/27) وتاريخ 11/ 2/ 1445 والذي يؤكد على أهمية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتذليل كافة التحديات لهم، متماشياً مع ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام وعناية وفق رؤيتها الطموحة. وتتجه حركة التربية الخاصة المعاصرة إلى فلسفة "التعليم والوصول الشامل" لأبناءنا من ذوي الاعاقة ، المبني على فلسفة أن الدمج الشامل حق من حقوقهم – وهذا أمر لا جدال عليه – حيث نصت المادة (السابعة) من (حقوق الأطفال ذوو الاعاقة) وفي الفقرة (2) تحديداً على توخي أفضل مصلحة للطفل في جميع التدابير المتعلقة بالأطفال ذوي الاعاقة اعتباراً أساسياً. ولتمكين الطفل من ذوي الإعاقة واحتوائه في الفصول والمدارس العامة، أصبحت الحاجة ماسة إلى من يساند هؤلاء الطلاب خلال اليوم المدرسي وفي داخل الفصول التعليمية، وهذا الشخص هو ما يُعرف بمعلم الظل Shadow Teacher والذي غالباً ما يحتاجون له الطلاب من ذوي الاضطرابات النمائية والسلوكية والصحية. ولكون المملكة العربية السعودية مترامية الأطراف فقد يصعب حصر الطلاب ذوي الإعاقة في برامج محددة؛ لذا فإن دعم وجود معلم الظل لكثير من الحالات في كافة المدارس العامة أصبح ضروري وهام، حتى نستطيع أن نحقق النجاح الفعلي والشامل من الدمج وتجويد تعليمهم، ومساندة المدارس في تحسين مخرجاتها، وحتى يتمكن الطفل من أخذ فرصته الكافية من المشاركة والتفاعل بالفصول العامة يستلزم وجود معلم ظل معهم حتى يقوم بمساعدة الطفل على الاندماج مع أقرانه اجتماعيّاً وتربويّاً، ويعمل على ضبط وتعديل سلوكياته، ومراعاة متطلباته واحتياجاته اليومية المتعددة. وحتى ينجح معلم الظل في تأدية واجباته نحو الطفل من ذوي الإعاقة يُفضل أن يكون مسؤول عن طالب واحد، وتتلخص مهمته الأساسية في إشباع احتياجاته واستقلاليته، ومعاونته في التحكم في ذاته وسلوكه داخل الصف ، وتحقيق التفاعل الاجتماعي مع المعلمين والأقران ، ومساعدته على فهم واستيعاب ما يطلبه المعلم منه في غرفة الصف وتكييف ذلك له، كما يسانده على الاستمرار في الصف العام منضبطاً ،وإشراكه في كافة الأنشطة المدرسية ،ويدعم تقدمه في كافة المهارات خلال اليوم الدراسي، فهو مسؤول أيضاً عن مراقبته وحمايته بالمدرسة. ومن أبرز الأدوار التي يقوم بها معلم الظل أنه يُعد حلقة الوصل بين كلّ من الطالب، وأسرته، ومعلم الفصل، ومن خلال ملاحظته ومتابعته المستمرة للطالب يتعرف على نقاط القوة والضعف لديه، والوقوف على كل سلوك جديد يظهر على الطالب ومعالجته وإخطار المعلم والأهل به، كما تتعدد مهماته المختلفة في تنفيذ العمليات التدريبية لهذا الطالب بما دعم من استقلاليته الحياتية . أتطلع إلى تحقيق هذه الرؤية حتى نكون سنداً لأبنائنا ونلمس الأثر سريعاً. د. أروى علي أخضر متخصصة في تعليم وتأهيل الأشخاص ذوي الاعاقة