من هو الولي الذي كثر الحديث عنه والمطالبة بإسقاط ولايته؟ إن هذا الولي هو في الأصل أب أو أخ أو زوج أو خال أو عم . ومن التشريعات الربانية ولاية الرجل على المرأة ، ولاية رعاية وصيانة ، وحماية وإكرام ، فولي المرأة هو قيّمها والقائم على أمرها ، والمسؤول عنها ، قال صلى الله عليه وسلم ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا… الحديث ” . مع أن الدين والشرع كفل للمرأة كرامتها واحترم خصوصيتها وشرع لها الصالح لدنياها وآخرتها ومنها الولاية التي أصلها الحماية لها ، حماية معنوية برحمتها والعطف عليها وحماية مادية بالإنفاق عليها وقضاء حوائجها من علاج وسفر. ولها أن تُستأذن في الزواج ولها الحق في الخلع ولها حق الحضانة ولها حق التعليم والعمل كما أن الشرع لم يأمرها بالنفقة حتى وإن كانت صاحبة مال . هل هناك دين أكمل من ديننا ، وسنة أعظم من سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ؟ فالمرأة قوية بأبيها وأخيها وزوجها وعمها وخالها وابنائها ومحارمها ؛ هؤلاء هم عزوتها وسندها بعد الله هم مصدر الأمان والحماية ،وغيرة الرجل على محارمه من كمال الرجولة التي تربى عليها الرجل المسلم العربي النقي الغيور على محارمه. لقد كان أهلُ الجاهلية لا يَقْبَلون في مسِّ العِرْض والقُرْب منه صرْفًا ولا عدْلاً، ومما يُرْوَى في ذلك: أن أحدَهم رأى رجلاً ينظر إلى امرأته، وقد لمس منها خيانة، فطلَّقها، وأخرجها من بيته؛ غَيْرةً وحماية لعِرْضه، فلما عُوتِب في ذلك، قال قولته المشهورة: وَأَتْرُكُ حُبَّهَا مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ وَذَاكَ لِكَثْرَةِ الشُّرَكَاءِ فِيهِ إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى طَعَامٍ رَفَعْتُ يَدِي وَنَفْسِي تَشْتَهِيهِ وَتَجْتَنِبُ الأُسُودُ وُرُودَ مَاءٍ إِذَا كَانَ الكِلاَبُ وَلَغْنَ فِيهِ فولاية الرجل على مولّيته شرع حكيم ونظام عادل ، وتكريم وتقدير ، لا امتهان وإذلال كما يفهمه البعض ، ويفسره الجاهل ، ويدعيه المنافق تعطيلا للنصوص وطعنا في الشرع . وولاية الرجل على المرأة في الإسلام ، ولاية توجيه وتسديد وصيانة ، لا ولاية استبداد وتسلط ، وهي ولاية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان ،ولا بتقدم السن واستقلال النساء بمعاشهن ، فطبيعة المرأة لا تختلف ، وحاجتها للولي لا تتغير.