ثورة صحيفة طريب وجائزتها تعودنا منذ الصغر على سماع مصطلح الثورة والثوار ومرادفتهما من خلال الأحداث وفهمنا لاحقاَ أن الثورة لاتعني بالضرورة العنف والتخريب وانقلاب العسكر على نظام بلدانهم، بل هناك جوانب مضيئة من جوانب التغيير الناجم عن ثورة المفاهيم والتعليم والبناء الفكري والصناعي والمعماري والثقافي والتقنية كما فعل اليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية وغيرها ،،، ما أريد الوصول اليه هو كيف كان الوضع في وادي طريب بحدوده الجغرافية وكيف كان الجو السائد ، حيث شوفة النفس والعنتريات وأنا أبن جلا وقلاع الثنايا حين أضع العمامة تعرفوني .... والتنافس على من يكذب أكثر ويوهم المساكين بأنه هو من يجلب الهواء للتنفس ويخسر أمواله وشبابه في سبيل خدمة الناس هكذا لوجه الله ، متناسين أن الدولة هي التي قدمت الكثير لكل قرى وهجر المملكة في سياق تنموي مستمر حسب تفاعل السكان ونشاطهم وظروف كل قرية في طول البلاد وعرضها. طريب بالأمس القريب كان بلا صوت وبلا عنوان تقني فني إعلامي يحلق في الأجواء وعبر المحيطات ،، وفجأة خرج ثائر يقول بهدوء ووقار السلام عليكم مشاهدي الكرام ورحمة الله وبركاته نحييكم من محطة صحيفة طريب الالكترونية ونقدم لكم كل ما يساهم في بناء مملكتنا السعودية الغالية..... المشاهد المتلقي الطريبي يحمر وجهه ويقول وعليكم السلام الله يعطيكم العافية وماقصرتوا ولو انكم اخذتوا رأينا ومشورتنا كان سوينا وسوينا شيء لم يخطر على قلب ياباني ولا حتى امريكي!! (كان احبطناكم وحاولنا الغاء المشروع إن استطعنا) ...... بالأمس البعيد ثم القريب كان طريب يتخرج منه أفواجا من التلاميذ والطلاب وإذا بهم بعد خمسين عاما يُكرمون طلابا ومعلمين صغارا وكبارا ... ومرة أخرى هنا صوت طريب من صحيفة طريب المتنقلة يحييكم ويدعوكم بل ويرجوكم أن تشاركونا فرحة تكريم المتفوقين من ابناءكم ومعلميهم الاوائل بمبادرة وتبني صحيفة طريب... يا الهي ماذا جرى؟ تكريم ومن مؤسسة صحفية أهلية فتية وإحتفال وحضور مسؤولين وأدباء وشعراء وجمهور واعلام !!؟ ماذا يريد هؤلاء ؟ وهل نحن بصدد مردوخ اعلامي طريبي؟ الخبر سمعناه لكن الحدث في الموقع صادم ومثير كما سمعت فهل هذا تحول معين أومشاكسة ولنقلها بصراحة هل هذا خطف للمصالح والجماهيرية من بين ايدينا ونحن نتفرج!!؟ يقول البعض. لا .. لا بل هذه ثورة وتمرد على الجهل والخذلان نعم هي ثورة شبابية علمية فكرية مخلصة شقت طريقها بعصامية وتركت العناكب تدور في حبائل خيوطها وجهلها وعاداتها وطقوسها وادعاءاتها وتخلفها وظلمها لأجيالها وفلذات أكبادها ونجبائها عمداً ومع سبق الإصرار. ثُلة أو سمها (شلة) أو قل رجل وإخوته بسطاء ابناء فلاحين ربما درسوا الابتدائية وهم يعانون ظروف قاسية كغيرهم ، هؤلاء الشباب من طريب فكروا وخططوا ثم نفذوا معتمدين على الله أولا ثم على سواعدهم وعلى هممهم ، بل لقد قاوموا المحبطين وأعداء النجاح ، مبتغين بذلك مقاصد نبيلة وراقية لمصلحة الوطن الصغير والكبير هكذا نحسبهم. اتفق مع الفئة الصامتة أن مسؤول الصحيفة وطاقمه تجاوزوا الحد المسموح به وسحبوا البساط من تحت أقدامنا نحن بنو العنتريات والمهاترات والمشاريع الهلامية غير الموجودة اصلا. ولكن ماذا نفعل غير الصمت وعض أطراف الفم. صدقوني هذه مرحلة جديدة وتغيير حقيقي لها مابعدها وقريبا وخلال سنوات سنرى نتائج ايجابية ومثمرة في العقل والفكر حتى لدى الكبار فهذا التكريم نادر بل وغريب في وسط لايقبل أن يبادر احدا بمفرده بمشروع اجتماعي يطور عقل الانسان وفكره أما وقد نجحت الفكرة فقد حصل التغيير وانهزمت أحزاب (لا مايصلح وما حد خذا رأينا، وين مكاني). الأخ جبران مدير عام الصحيفة شكرا ابو حسين وبيض الله وجهك ووفقك فقد اختزلتم خمسين عاما من التجاهل في ليلة واحدة لتكريم طلاب طريب المتفوقين فتحية لك وللأخوين سعيد آل ناجع وبدر الصنيج وكافة طاقم صحيفة طريب. شكرا لإمهات المتفوقين وبارك الله لهن في هؤلاء الشباب. عبدالله العابسي [email protected]