نظّمت وزارة البيئة والمياه والزراعة "الملتقى الأول للعمل الخيري في سقيا المياه" تحت شعار "الفرص والتحديات" بالتعاون مع مؤسسة سقاية الأهلية (سقاية)، برعاية معالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس أمناء المؤسسة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، بالرياض اليوم، وذلك بهدف فتح آفاق جديدة للعمل الخيري في قطاع سقيا المياه بالمملكة، من خلال مشاركة قادة وخبراء الجهات المختصة والمهتمين بهذا القطاع. وأوضح معاليه أن الملتقى يؤسس لمرحلة جديدة من المشاركة المجتمعية الفاعلة عبر توفير فرص لفاعلي الخير والمتبرعين، وهي مرحلة قوامها العمل المشترك وتضافر الجهود بين قطاعات الدولة والقطاعين الخاص وغير الربحي بما يرقى إلى طموح أبناء الوطن الكريم، وتطلعات قيادته -أيدها الله- في إطار رؤية المملكة 2030. وأضاف أن توفير إمدادات المياه المستدامة يُشكل إحدى القضايا المُلِحة والتحديات الكبرى التي تواجه البشرية في عالمنا اليوم، خصوصًا أن معدلات استهلاك المياه في تزايد مستمر، مدفوعًة بالزيادة السكانية، وجهود التنمية، فضلًا عن تغيُّر أنماط الاستهلاك، مؤكدًا أن الوضع يزداد صعوبة مع التغير المناخي الذي يشكل خطرًا يهدد إمكانية توفر المياه اللازمة للاحتياجات الأساسية لنحو 52% من سكان العالم بحلول عام 2050م. وقال: "نحن بطبيعة الحال، لسنا بمعزل عن هذه المتغيرات، إلا أننا نسعى للعمل بوتيرة أسرع وطموح أكبر لتقليص الفجوة في احتياجاتنا من المياه، ونحرص على تجسيد هذا الطموح في المبادرات والمشاريع التي نُفذّت بالفعل أو يجري تنفيذها وفق خطط شاملة لضمان استدامة قطاع المياه وتحسين جودة خدماته في ظل ما يحظى به من اهتمامٍ ودعمٍ غير محدود من القيادة الرشيدة -أيدها الله-". وأشار معاليه إلى أن وزارة البيئة عملت مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تطوير إطار مؤسسي للمشاركة المجتمعية في قطاع المياه، مفيدًا أن النتيجة هي ما يرى اليوم من تكامل الجهود وتضافرها بين الحكومة والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي الذي تجسده مؤسسة سقاية الأهلية. وتطرق إلى أن للمملكة تاريخًا حافلًا في العمل الخيري في العالم، وسقيا المياه حيث كانت ولا تزال من المجالات التي يبادر المجتمع بمختلف فئاته بالإسهام فيها، موضحًا أن الرسالة النبيلة التي أوكلت بها المؤسسة هي العمل على تنظيم الجهود وتوجيهها بما يخدم الأهداف الإستراتيجية، ويوفر الفرصة للمشاركة في هذه الخدمة الجليلة. وبين أن المؤسسة رغم أنها لم يمض على تأسيسها سوى مدة وجيزة، بدأت تنفيذ عدد من المشاريع في مناطق المملكة. وقال: "لديّ يقين أن هذه المشاريع ستكون -بإذن الله- نقطة انطلاق لإسهامات مجتمعية أكبر تتواكب مع الدور الرائد للمملكة في العمل الخيري، وما تستهدفه رؤية 2030 من زيادة مساهمة القطاع غير الربحي في مختلف المجالات التي تخدم المجتمع، وترقى بجودة الحياة لإنسان هذا الوطن الكريم، وهي رسالة وهدف نبيل يتطلب منا أن نعمل معًا على تحقيقه، وأن نسلط الضوء عليه عبر القنوات الإعلامية المختلفة". من جانبهم، استعرض المشاركون أهم التجارب الخيرية المحلية والعالمية في قطاع المياه، تبعها ورشة موسعة ناقشت التحديات والفرص المتعلقة بسقيا المياه وانتهت بتوصيات تسهم في تطوير مشاريع السقيا والمشاركة المجتمعية وتضافر الجهود بين الجهات. يذكر أن مؤسسة "سقاية" تسعى إلى تنظيم أعمال السقيا الخيرية وإقامة مشاريع المياه لسقيا القرى والهجر وموارد البادية والمواقع المحتاجة إليها في مناطق المملكة كافة وتشغيلها، وتنظيم وتسهيل وتسريع عمل مشروعات السقيا الخيرية، وإيجاد بيئة مناسبة لإقامتها ضمن عمل مؤسسي يضمن استدامتها ويبني قدرات وكفاءة الجمعيات الخيرية العاملة بالمملكة في إدارة وتنفيذ وتشغيل مشروعات السقيا الخيرية.