بحضور ممثلي المؤسسات الدينية المتنوعة وصانعي السياسات من المنظمات الدولية ،استقبل بابا الفاتيكان، المشاركين في المؤتمر، وشدّد في كلمته التي جاء فيها: "إننا، وحين نتحدث عن التنمية المستدامة، لا يمكننا تجاهل أهمية الإصغاء إلى أصوات الجميع، مثل: الفقراء والمهاجرين، السكان الأصليين والشباب"، متحدثًا عن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030م واصفًا الاتفاق عليها بخطوة كبيرة إلى الأمام في الحوار العالمي من أجل تضامن عالمي جديد. من جانبه، أكّد معالي الأمين العام للمركز العالمي للحوار فيصل بن معمر، على المبادرات العالمية والإنسانية المهمة التي أطلقتها الدول المؤسّسة للمركز, التي تؤكّد على دور الدين والقيم الإنسانية في خدمة جميع مجالات التنمية المستدامة، والرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش السلمي والتآخي الإنساني بين الأفراد والشعوب، مشيرًا إلى أهداف المركز العالمي للحوار التي تشدد على الحوار العالمي، الهادف إلى ترسيخ التعايش واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة من أجل بناء السلام والأمن العالميين والمحافظة على المشتركات الإنسانية بين أتباع الأديان والثقافات، باعتبارها مسؤولية تشاركية، تستلزم تضافر جهود الجميع نحو العمل الجاد بوصفها العنصر الرئيس الذي ترتكز عليه المجتمعات والشعوب في تحقيق تنميتها واستدامتها. وشدد معاليه على أنه بدون التسامح والتعايش السلمي لا نماء ولا تطور. وأشار ابن معمر إلى دعم الفاتيكان لرسالة المركز بحكم عضويته في المركز بصفة مراقب، الهادفة إلى ترسيخ قيم التعايش والحوار وتعزيز الشراكة بين القيادات الدينية وصانعي القرار السياسي في بناء جسور من التفاهم والتعايش بما يحقق الأمن والسلام بين المجتمعات الإنسانية، مؤكدًا على علاقة المركز بالفاتيكان التي شهدت كثيرًا من الفعاليات المشتركة، كان أبرزها تنظيم اللقاء الدولي حول مفهوم الرحمة عند الأديان والثقافات العالمية، الذي شارك فيه قيادات دينية متنوعة، بهدف تبادل التجارب والخبرات حول تعزيز مبدأ الرحمة لدى أتباع الأديان، وتسليط الضوء على أهمية الرحمة في تحقيق السلام والتعايش. وأكد ابن معمر أن المركز أطلق مبادرات متنوعة في أوروبا وأفريقيا والعالم العربي وميانمار من خلال منصات الحوار والتعاون التي تنفذ برامج متنوعة على أرض الواقع ، وتم ربط هذه المبادرات بأهداف التنمية المستدامة ، بحيث يتم تطبيق معايير دولية على هذه البرامج ويتم قياس نتائجها وخصوصاً الجهود التي تبذل في تطوير برامج الزمالة العالمية ، كما ان أمانة المركز تستفيد من موقعها في المجلس الاستشاري للجنة هيئة الأممالمتحدة حول الدين والتنمية، الخاص بفرقة العمل المشتركة بين وكالات الأممالمتحدة كرئيس مشارك في التواصل مع منظمات الأممالمتحدة المتنوعة والهيئات الدولية.