أكدت دولة الكويت تأييدها الكامل لكل الجهود الرامية إلى احتضان قيم التسامح وزرع ثقافة السلام . وقالت في الكلمة التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان اليوم في إطار التعليق على التقرير السنوي لمفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان وتقارير مفوضية الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان والأمين العام للأمم المتحدة " إن هذا التأييد يأتي انطلاقا من ثقافتها العربية الإسلامية وذلك بما يعزز حقوق الإنسان والمساواة بين الجميع رغم الظروف الصعبة التي تنتج عن الصراعات في منطقتنا ". وأبرز أيمان الكويت العميق بشمولية حقوق الإنسان وترابطها مما يدفعها للمطالبة بتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما فيها الحق بالتنمية ، مشددا على أهمية الحوار البناء بين الدول كافة من أجل تعزيز وصون حقوق الإنسان المبني على احترام حق المجتمعات في اختيار القيم والمبادئ والمنهج المناسب لشعوبها لحماية وتعزيز حقوق الإنسان بدلا من حالة الاستقطاب التي تسود أحيانا في عمل المجلس وتبطئ من عمله . وقال " إن المناداة بعالمية حقوق الإنسان لا تعني فرض مبادئ وقيم وثقافات تتعارض مع قيمنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف " ، مؤكدا أن بلاده تعمل بشكل دؤوب على تعزيز وصون حقوق الإنسان بوصفه أمر استراتيجي بالنسبة لها وأنها تسعى على تحقيقه ذلك وفقا للتشريعات المتسقة مع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة ". وأعرب عن قلق الكويت بشأن ما تشهده المنطقة العربية من النزاعات المسلحة التي تعرض حياة أبناء بعض الشعوب الشقيقة للمخاطر وتنتهك الحقوق الأساسية للفئات الضعيفة وما يتبع ذلك من تشرد وتهجير ، وقال " إن كل هذا يحدث ومع الاسف الشديد في الوقت الذي نتمنى أن نرى عجلة التنمية المستدامة تدور لتحقيق الأهداف المرجوة منها لشعوب المنطقة " . وفي السياق ذاته أشار السفير الغنيم إلى أن دولة الكويت تدين وبشدة استمرار القوات الإسرائيلية في احتلال الأراضي الفلسطينية وارتكابها لانتهاكات صارخة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومجلس الاممالمتحدة لحقوق الإنسان وقراراته . وتابع قائلا " إنه لمن المؤسف أن يدور كل ذلك في ظل فشل دولي لمساءلة السلطات الإسرائيلية عن جرائمها بينما يتراجع اهتمام المجتمع الدولي بمسيرة السلام في الشرق الأوسط مما فاقم من تعقيدات الموقف وضاعف من التداعيات التي أسهمت في استمرار تهديد الأمن والاستقرار لمنطقتنا " .