ليس بجديد علينا فتح ملف المرأة السعودية على طاولة التوقعات الغربية وجعل كل من هب ودب من المحللين يتنبؤون بأحداث مستقبلنا السياسي والاجتماعي, مثلما فعلت صحيفة «الجارديان» التي نقلت عن «إيزابيل كولمان» مديرة برامج المرأة بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي قولها: إن التغيير في السعودية أصبح أكثر احتمالا، خاصة مع التسامح الذي يبديه الرأي العام تجاه قضايا المرأة ومزاولة المهن التي كانت محظورة عليها, إلى أن قالت الصحيفة : إنها رصدت علامات تدل على اقتراب السعوديات من عجلة القيادة. يتضح من تصريح السيدة «كولمان» أنها أعلم بتفاصيل حاضرنا وماضينا، وبمخطط مستقبلنا، أكثر منا فهي لم تتحدث من فراغ، ولا تملك الكرة السحرية لترى ما يخفي المجتمع السعودي، وإنما استحضرت المستقبل من معطيات الحاضر، ومن واقع تعيشه أغلب النساء العاملات، وساعات انتظارهن تحت الشمس، حتى تأتي مكرمة السائق أو تتكرم المؤسسات التي يعملن فيها بتوفير مواصلات لهن، فمتى تم حل نصف المشكلة أو ربعها؟ سوف تكف «إيزابيل» عن التنبؤ بمستقبلنا، ولن نكون الحبر المفضل الذي يغذي أقلامهم. وهذه ليست رغبتي وحدي على ما أعتقد، وإنما رغبة كل سعودية لو صادفت تقارير مماثلة صادرة من جهات خارجية. فعندما أرسلت لي صديقتي رابط الخبر كانت تشتعل غيظا، ويدور في رأسها حزمة من الأسئلة أولها: لماذا يظهرون عيوبنا؟ أليست لهم عيوب نستطيع نبشها كما يفعلون؟ وهل تتحقق توقعاتهم ولماذا؟ وهل حل قضية السيارة سوف يغير نظرتهم إلينا؟ فلم أجد ردا عليها إلا: إذا كنا منصفين يا عزيزتي ونسعى للعدل فليس الحق على«الجارديان» أو «إيزابيل»، وإنما على من أعطاهم فرصة الصيد في البرك الراكدة, فهو من يجب محاسبته، ومن يستطيع الرد على أسئلتك لو كان يملك الشجاعة وقام بتعليمك حرية السؤال؛ لقطع الطريق عليهم، فلا تلومي أحدا غيره يا عزيزتي، فليس الحق على «إيزابيل».