حددت الدكتورة صباح أبو زنادة رئيسة المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ثلاثة أسباب وراء التأخير في تعيين مسعفات في السعودية، “المجتمع، مقدم الخدمة، والأنظمة الموجودة، مثلث العائق في عمل المسعفات حاليا، وعلينا أن نحل الأمور قبل المطالبة بتوفير مسعفات”. وأشارت إلى أن “المشكلة ليست في عدم وجود مسعفة لإنقاذ الطالبة أو المصابة، لكن المسعف مثل الطبيب والممرض من حقهم معالجة النساء والرجال على سواء، دون تأخير أو انتظار أمر أحد”. وشددت على أنها ليست ضد تعيين المسعفات، لكننا “يجب ألا نعالج المشكلة بأخرى، وتوفير المسعفات يجب أن تسبقه قوانين وإجراءات، فكيف نترك طالبة أو متدربة أو مسعفة ونلقيها وسط الإسعاف، دون توفير الأنظمة التي تصونها وتحافظ عليها، كما أن وجود امرأة مع رجل في سيارة الإسعاف في الخارج غير مقبول، قياسا على حادثة الطائف التي اعترض فيها رجال الهيئة سيارة إسعاف تضم طبيبة وسائقا، بحجة أنها كانت تقود السيارة، فكيف نضع امرأة مع رجل في إسعاف من متطلباته السفر إلى مسافات طويلة داخل وخارج المدن”. وترى أن العمل الإسعافي يتطلب البنية الجسدية القوية، وهي مقومات لا تتوافر في النساء، لكنه عيب لا يعتبر العائق الرئيسي، بل هناك عراقيل أخرى، “مجتمعنا ليس لديه الوعي الكافي، في التعامل مع الحالات الطارئة، ومقدم الخدمة رجل أو امرأة يجب تأهيله، وتميزه باللباقة في العمل ليقنع الآخرين بدوره، فيما العائق الثالث يتمثل في النظم الغائبة في الأمور الصحية”. وأبدت اعتراضها على عمل المسعفين كسائقين، خاصة أن هناك فرقا بين المسعف والممرض، فكلاهما تخصص منفصل عن الآخر، “لكننا للأسف نجعل الممرض مسعفا، وسبق أن اعترضت على عمل المسعفين سائقين؛ لأن المسعف يجب أن يكون بدرجة بكالوريوس، وليس دبلوما، ليكون ناجحا في التعامل مع الحالات الطارئة”.