(أدبي الجوف).. بلا حياة بعد يوم من الحرق

تحول نادي الجوف الأدبي أمس إلى كتلة خرسانية صماء، لا وجود للحياة فيها، بعد إحراق أجزاء كبيرة منه أمس الأول على يد مجهولين لم تتوصل الجهات الأمنية إليهم حتى مساء أمس، وشهد النادي الذي عمه الظلام الدامس نتيجة الضرر الذي لحق بالتوصيلات الكهربائية حضورا أمنيا وحراسات مشددة.
التحقيق مستمر
ومن جانبه، أوضح العقيد دامان بن ونيس الدرعان الناطق الإعلامي بشرطة الجوف أن “الشرطة تبلغت عن الحريق بعد أقل من ساعة من حدوثه بواسطة إدارة الدفاع المدني، حيث كانت هناك شبه جنائية وراء عملية الإحراق، وبناء على البلاغ انتقل فريق عمل مكون من مجموعة من الضباط المختصين وخبراء الأدلة الجنائية بشرطة المنطقة لمعاينة الموقع المكون من طابقين ويوجد في فنائه صالة مغلقة تستخدم لإقامة الفعاليات الخاصة بالنادي”.
وأكد العقيد الدرعان أن النيران أتت على الخيمة بالكامل بالإضافة إلى إحراق مكتب ومحاولة إحراق مكتبين آخرين داخل المبنى نفسه، وأشار إلى أنه تم جمع العينات اللازمة تمهيدا لفحصها مخبريا، ولا يزال التحقيق والبحث جاريين لمعرفة ملابسات الحادث.
وأوضح ناطق شرطة الجوف أن مركز الخالدية يتولى حاليا عملية إجراء التحقيق في الحادثة، وسيتم إيضاح التفاصيل التي تستجد فور الوصول إليها.
حراسة مشددة
ويشهد المقر الرئيسي للنادي الأدبي بالجوف منذ وقوع الحريق إغلاقا لبواباته الرئيسية وانقطاعا كاملا للتيار الكهربائي الذي قضى عليه الحريق، ليجد كل من يمر بجوار المبنى القابع في وسط سكاكا على طريق الملك عبدالله، الذي عرف عنه أنه شعلة من النشاط، خصوصا أن العمل فيه ممتد لفترتين صباحية ومسائية، أنه تحول إلى كتلة خرسانية لا يدخل ولا يخرج منها أحد، وسط حراسة ورقابة صارمة من قبل الجهات الأمنية في المنطقة، المعززة بالدوريات السرية للمباحث الجنائية، فيما علمت “شمس” أن موظفي النادي ينتظرون انتهاء أعمال الصيانة العاجلة للمبنى والمكاتب الداخلية ليباشروا أعمالهم التي تسبب الحادث في غيابهم عنها.
إطفاء شمعة ثقافية
تقع الخيمة الثقافية التي يقيمها نادي الجوف الأدبي التي تعرضت للإحراق ضمن حرم مبنى الإدارة، وذلك على أرض مجاورة للمبنى داخل نطاق السور الذي يلف الموقع، وخصصت لتكون قاعة تحتضن المناسبات والفعاليات والبرامج المنبرية التي يقيمها النادي، وعُزلت عن النادي ببوابات خاصة، كما أن الخيمة التي تقع على مساحة تقريبية 22 مترا طولا وعرضا، مقسمة لقسمين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وتضم قاعة لإقامة الفعاليات تتسع ل 200 شخص، وأخرى للضيافة والاستقبال، وبوفيه وغرفة تحكم، وكان من المقرر تدشينها رسميا خلال الأسبوعين المقبلين بعد تسلمهما من المقاول في الأيام التي سبقت الحريق الذي قضى عليها تماما، لتقف معها الكثير من الآمال والطموحات التي كانت معلقة عليها بصفتها منارة إشعاع تبعث الأدب والثقافة في المنطقة.
فشل إحراق المبنى
على الرغم من بعد المسافة التي تفصل بين موقع الخيمة في الدور الأرضي والمكاتب الداخلية لموظفي النادي التي تقع في الدور الثاني من المبنى، وصعوبة وصول النيران إليها، إلا أن الجاني تعمد اقتحام هذه المكاتب وتجول في تسعة منها، وحاول إشعال النار فيها جميعا حيث جمع الأوراق والكتب ووضعها فوق المكاتب والكراسي المخصصة للموظفين في الدور الثاني في محاولة لإشعال النار في المبنى كاملا، إلا أن هذه المحاولة فشلت تماما في جميع المكاتب، وتسبب الحريق في أضرار كبيرة بالمبنى من جهة إذابة التوصيلات الكهربائية والدهان والديكور والأثاث، ومجموعة من الكتب التي أصدرها النادي.
إعادة برمجة
علمت “شمس” أن إدارة النادي كانت اعتمدت تنفيذ وإقامة فعاليتين على الأقل أسبوعيا في مدينة سكاكا، يومي (الأحد والثلاثاء) من كل أسبوع، وجرى التنسيق مع الضيوف، إلا أنه تم إشعار الضيوف بعدم اعتماد الموعد المتفق عليه سابقا، ويجري النادي حاليا إعادة برمجة لجميع نشاطاته، وتقليصها لتنسجم مع الأوضاع الجديدة للنادي بعد الحريق، ومع المواعيد التي توافق عليها الجهات الأخرى، وكان من المأمول سابقا أن تسهم (الخيمة الثقافية) في زيادة الأنشطة الأدبية التي يقيمها النادي بكل حرية.