أصيب شارع الفوارس وسط الهفوف في مدينة الأحساء بالشلل، مع تجمع المئات من ملاك مكائن سنجر الذين تحولوا في يوم وليلة إلى مستثمرين في الزئبق الأحمر. وقال سمير القضيب أحد الباعة في حراج الأحساء، إن المكائن وصلت أسعارها لديهم إلى 15 ألفا، فيما قال عبدالله القطان (مواطن) إنه حضر للفرجة فقط ولا يرغب لا في الشراء ولا في البيع، مشيرا إلى أن تحذيرات الشركة المصنّعة والصحف، تعطي صورة واضحة عن مدى الخدعة في الإشاعة. وأكد أنه وقف بنفسه على صفقة بيعت فيها مكينة من مواطن لآخر بمبلغ 30 ألف ريال. فيما قال سولير خام (مقيم باكستاني يعمل في بيع المكائن) إنه فوجئ خلال يوم واحد بألوف الزبائن المتسائلين عن مكائن سنجر، وقال إنه في الماضي قد تمر أشهر دون أن يسأل أحد عن هذا النوع، بل إنه في عام 2008 لم يسأل أي أحد عن مكينة سنجر التي كانت في طريقها للانقراض لولا بعثها من جديد على يد مدينة حفر الباطن. من ناحيته قال صالح الراجح (مواطن) إنه يتحرى فرصة سانحة لشراء مكينة ومن ثم بيعها فورا ولو بربح بسيط، وقال إن هذه الطريقة هي الوحيدة التي يمكنها أن تحقق الربح خلال مثل هذه الفقاعات الاقتصادية، أما من يشترون المكائن لتخزينها على أمل ارتفاع أسعارها فهم مثل المتعاملين في سوق الأسهم، بحسب وصفه، حيث يظنون أن الأسعار ستواصل ارتفاعها دون أن ترتطم على حين غرة في القاع، بعد أن تُكتشف الكذبة. من جانبها قالت السيدة فاطمة (مواطنة) إنها تمتلك مكينة منذ 30 سنة، حيث تلقتها كهدية زواج من زوجها آنذاك، وقالت إن إحدى جاراتها طلبت منها شراء المكينة بمبلغ 500 ريال قبل أيام، لكنها رفضت البيع للذكريات التي تحملها المكينة، فرفعت الجارة من عرضها إلى ألف ريال ثم إلى ثلاثة آلاف حتى وصلت إلى سبعة آلاف، لكن فاطمة رفضت رفضا قاطعا بيع المكينة، والسبب الآن ليس الذكريات، بل لشعورها بوجود سر خلف رغبة الجارة في الشراء، ورأت أن عليها الاستفادة من الفرصة إن كانت موجودة بنفسها، وفي اليوم ذاته وصلت إليها أخبار الزئبق الأحمر، وانتظرت حتى صباح أمس، ثم حملت مكينتها واتخذت ركنا في شارع الفوارس ولا تزال على أمل بيعها بالسعر الذي يمكن معه أن تفرط بذكريات الزوج المرحوم.