لوحت أمانة العاصمة المقدسة بتطبيق عقوبات رادعة، بحق المطاعم والبوفيهات التي قد تتجاوز خط المألوف في تقديم الوجبات للسكان ولا سيما ما شهدته الآونة الأخيرة بين الفينة والأخرى من تنوع في وجبات الطعام يدخل في دائرة الغش التجاري مع زيادة الإقبال عليها ودخولها المنافسة مع كبسات المندي والسليق. وقد تواردت أنباء عن تقديم وجبات خاصة من الأمعاء الغليظة والمخ ولحوم الخيول تحديدا، ولا سيما أن مكةالمكرمة تستضيف سنويا جميع الجنسيات والثقافات. لا يمانع العم «سالم. أ» في تناول وجبة الأمعاء الغليظة والمخ، فهي بحسب تعبيره، سيدة المائدة بالنسبة له ولأسرته «لا أجد حرجا في تناولها سواء كانت مقدمة في أطباق أو تعمل في ساندوتشات كما هو منتشر في معظم البوفيهات والمطاعم الكبرى». بينما كشف آخر، رفض ذكر اسمه، أنهم يتناولون وجبات الخيول في المواسم أو مناسبات العائلة بعيدا عن أعين الرقابة، مشيرا إلى أن أجدادهم في السابق يحرصون عليها. ويؤكد عاملون في عدد من مطاعم مكةالمكرمة تقديم مثل هذه الوجبات للحصول على رضا شريحة أكبر من الزبائن المتنوعين، وذلك للعائد المادي بتقديم وجبات الأمعاء الغليظة والمخ وأيضا البقر، وإن تهيأ الأمر لجلب لحوم الخيول، حيث تحرص بعض الأسر على تناولها. رأي شرعي ويقول فيصل العتيبي إنه تفاجأ عند دعوته لعزومة خاصة بتقديم وجبة لحوم خيول وهو ما لم يستسغه بتاتا ورفض تناوله «لا أعرف سوى المندي والسليق بلحوم الأغنام أو الجمال وبس.. ولن أذهب إذا دعت الضرورة إلا لمطعم أعرف صاحبه جيدا وأتأكد من نزاهة عمالته». ويطالب كل من فهد القرشي وسامي اللحياني أن تقوم الأمانة بعمليات تكثيف للجولات الميدانية، وأنهم لن يرضوا بالتنوع في الوجبات عن غير المألوف، مهما كلف الثمن، إلا أنهم أبدوا تخوفهم من تأثر المجتمع المكي بذلك وتزاوج تلك الثقافة في الأكل، مشيرين إلى أنه لا بد من رأي لهيئة الإفتاء بتحليل أو تحريم مثل هذه الوجبات التي أطلت برأسها وتفنيدها. جولات وتحليلات ويؤكد ل«شمس» الناطق الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أنه في حال التأكد من تقديم أي مطعم أو بوفيه وجبات خارجة عن المألوف كالخيول والأمعاء الغليظة والمخ فسيتم معاقبته وفق لائحة الجزاءات والغرامات المنصوص عليها في أنظمة البلديات، معترفا في الوقت نفسه بأن هناك صعوبة بالغة في الكشف عن مثل هذه الأكلات. وأشار مليباري إلى أنهم في أمانة العاصمة يراعون منع ما هو غير مألوف لدى السكان، مهيبا بجميع المواطنين في حالة اكتشاف أي وجبة مشبوهة أو غير مألوفة بالاتصال فورا على رقم العمليات «هناك فرق ميدانية تجوب المطاعم والبوفيهات على فترتين في الصباح وما بعد الظهر وتأخذ عشوائيا من جميع الوجبات، وأي مشتك لا بد أن يحتفظ بوجبته بشرط ألا تتجاوز الساعتين حتى يتمكن المختبر المفتوح لديهم من إجراء التحليلات المخبرية عليها» مؤكدا أنهم تلقوا شكوى حقيقية من مواطن عن تناوله لوجبة لحوم الحمير وتمت مباشرة الحادثة في الشرائع. ويضيف الناطق الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أنه في مواسم الحج والعمرة تمتلئ شوارع مكةالمكرمة بالباعة الجائلين الذين يعدون ولائم كانوا يتناولونها في بلدانهم وهنا تقوم الفرق الميدانية بمحاسبتهم وتفريقهم. الغذاء الصحي من جهة أخرى يقول الباحث الصحي والمشرف على التوعية والتثقيف الصحي بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكةالمكرمة جمعة الخياط إن التنوع في العادات الغذائية مطلوب، فالغذاء الصحي هو الغذاء الذي يمد الجسم بجميع احتياجاته من مكونات الغذاء الأساسية المعروفة مثل البروتينات والكربوهيدرات، والنشويات، والدهون ويمد الجسم بالطاقة، كما أنه يحتوي أيضا على الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تمد الجسم بالنشاط والحيوية وتساعد على حمايته من الأمراض لكن لا يمده بالطاقة، لذا كان يجب للحصول على الغذاء الصحي الاعتماد على ثلاثة عوامل هي التنويع والتوازن وعدم الإفراط ليتمكن الجسم والقلب من القيام بنشاطه دون عناء أو تعب، فلو وضعنا في حسباننا فكرة تنويع الغذاء نكون قد أتحنا الفرصة للأغذية بإمداد الجسم بجميع العناصر المغذية دون الاعتماد على نوع أو صنف واحد من الغذاء، كما نكون قد أعطينا الفرصة لبعض العناصر المهمة على التفاعل عند وجود مواد أخرى مثل الحديد يعتمد على وجود بعض المعادن والفيتامينات للتفاعل داخل الجسم. عادات وتحريم ويضيف الخياط حسب المتخصصين فإن الاهتمام بالتوازن الغذائي يعني التوازن في الحصول على الغذاء من العناصر المختلفة من ناحية الكمية والنوعية، أما إذا أفرطنا في تناول عنصر غذائي عن الآخر حدث ما لا يحمد عقباه من مشاكل صحية لنقص المكونات الأخرى وربما المرض مع ظهور أعراض أو علامات الإفراط في تناول العنصر الغذائي وأبلغ مثال على ما نقول السمنة؛ نتيجة الإفراط في تناول الوجبات السريعة وما تحتويه من الدهون المختلفة أو فقر الدم؛ نتيجة نقص بعض المكونات الأساسية في الوجبات السريعة التي تساعد على تكون الدم وصبغته. ويحذر الخياط من أن العادات الغذائية الخاطئة والمنتشرة في المجتمع بشكل مقلق خطيرة جدا وهي كثرة تناول الوجبات السريعة، وهي السبب الرئيسي مما يعانيه الكثيرون من أمراض مزمنة «كالسمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم وغيره» مبينا أنه قبل عامين تم القبض على أحد العمالة الخارجية في طريق الرياض يذبح لحم الحمير ويبيعها على أنها لحم أبقار دون إخطار الزبائن عن ماهية هذا اللحم. ويستدل الباحث الصحي بتصريح مفتي المملكة عند سؤاله عن جواز أكل الحمار الوحشي والأهلي فقال «أكل الحمار الوحشي جائز وقد أكله النبي صلى الله عليه وسلم، أما الحمار الأهلي فمحرم لقوله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر (إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس)». صحيح البخاري وغيره