الطفل الصغير البريء يقترب من أمه يقول: «ماما أنا أحب أنوس بنت خالتي سلمى».. بحدة وحمق ترد الأم: «وش هالحكي؟! الحب عيب بلا قلة حيا». - «يمه.. أحب اللاعب الأجنبي ميسي وأموت عليه.. خطير حده شي». - «مسح الله معالمك.. ياللي ما تستحين.. يا قليلة الحيا.. قال حب قال، والله لو يسمعك أبوك ليتوطى بوردانك». - «أنتو شتشوفون، أش هالفلم؟! ليكون فيه حب وماحب!». - «لا يا بابا.. هذا فلم أكشن.. كله ذبح وضرب وتفجير». بارتياح يهز رأسه قائلا: «إيه.. أشوه». للأسف هذا حال بعض الأهالي والناس لدينا.. حيث يمنعون كلمة الحب وأي شيء فيه حب عن أبنائهم، ولكن عندما يأتي طفل ويقول: «أنا أكره معلمي الغثيث»- بالفصحى تعني: ثقيل الدم، لا أعلم أكثر من ذلك- والأهل يردون ضاحكين: «ههههاي الله يقطع سوالفك». - «ياشين ذيك البنت اللي عندنا في المدرسة غبية ولبسها بايخ هههههاي هبله». الأم: «هههاي الله يقطع سوالفك يابنيتي». - «عندنا ولد أنا حاقد عليه، نفسي أذبحه، والله لطقه طق مثل الطار، ماني راحمه». الأب: «كفو، يا ولد أبوك». وعندما يتكلم الطفل عن الكره والبغضاء والاستهزاء كما رأيتم لا يعاقب ولا يوقفه أحد، وبالمقابل بعدما أن يكبر يتساءل الأهل، فالأم تقول: «لم لا يحبني ابني ولا يزورني ولا يحب إخوته ولا أصدقاءه»، والزوجة تقول: «زوجي لا يحبني ويعاملني بقسوة»، وأي شخص يتساءل مع نفسه: «لم لا يحبني الناس».. والسبب واضح أنه منع من الحب وخوفوه منه وشجع على الاستهزاء والتقليل من الآخرين والكره لهم.. حتى انقلب السحر على الساحر وبدا كرهه وبغضاؤه لأقرب الناس وأصبح عدائيا، والأسباب واضحة أنه ترعرع في بيئة تكره الحب وتحب الكره، وتعتقد أن الحب من الكبائر والمحرمات والعيب، رغم أنه مصطلح له عدة معان، لكننا نتركها كلها ونختصر تعريفه بأنه العشق بين واحد وواحدة، كما في أفلام أبيض وأسود، وأنه ذلك اليوم البركاني الذي ينقلب فيه كل شيء أحمر، وهو يوم الحب أو عيد الحب، كما يقال عند الغرب، ونسينا أن ديننا السمح قائم على الحب، حب الله وحب الرسول عليه الصلاة والسلام، وكل شيء جميل حب العمل حب الوالدين والإخوة، وعسى أن تكون كل أيامنا حبا.