لا يترك رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج صغيرة أو كبيرة شاردة أو واردة تمر دون أن يكون قد حسب حسابها في ناديه، ونتاج كل ذلك كان الفريق أحد أحصنة الموسم الجاري عبر مستويات ونتائج أذهلت النقاد وخطفت إعجابهم. المدلج عندما التقته «شمس» عبر هذا الحوار المطول تحدث عن الكثير من الأمور في ناديه، عن أسباب التألق وطموحات المرحلة المقبلة في ظل المعطيات الحالية، وعن اللاعبين الأجانب الذين وفقوا في التعاقد معهم وكيفية الإبقاء عليهم، وعن المدرب الناجح الذي بدأت تطارده العقود والعروض، وعن المستقبل بكل ما فيه من تحديات لفريق تنقصه الخبرة والإمكانيات لكنه يملك الإرادة والفكر الخلاب.. فماذا قال عن كل ذلك؟ كيف تقيم المستويات التي قدمها فريق الفيصلي طوال الفترة الماضية من منافسات هذا الموسم؟ أحمد الله على ما تحقق، الفريق بدأ بداية جيدة في انطلاقة الدوري وواصل هذه البداية حتى الجولة ال21 وتحصل الفريق على مجموع نقطي وصل إلى 35 نقطة مع أنه كان بالإمكان حصد أكثر من ذلك، إلا أن هناك ظروفا مرت على الفريق ساهمت في انخفاض المستوى وكل فريق معرض لمثل ذلك. ما هذه الظروف؟ كثرة توقفات الدوري، ما جعلنا نضع فترة إعداد إضافية للفريق غير التي كانت في بداية الموسم حيث أقمنا معسكرا في دولة الكويت أثناء توقف المنافسات في يناير الماضي، برأيي أن شيئا مثل هذا قل ما يحدث في أي فريق بالعالم وهو أن يُعد خلال فترتين طوال الموسم وطبيعي ذلك. حدث بفضل سوء التخطيط من قبل لجنة المسابقات التي مع الأسف دائما ما ألاحظها تتخذ قراراتها بانفرادية تامة خصوصا فيما يتعلق بروزنامة الموسم الرياضي، ودائما القرارات الانفرادية نتائجها سلبية، وسبق أن طالبت وما زلت أطالب بأنه لا بد من أن يتم عقد اجتماع بالمدربين ومسؤولي الأندية من رؤساء أو من ينوب عنهم قبل أن يتم وضع جدولة الموسم الرياضي كي يتم مناقشة بعض الأفكار التي تقدم من بعض هذه الأندية التي ستقدم على ضوء ما شوهد من سلبيات وإيجابيات في المواسم الماضية، غير ذلك فالفريق في هذا الموسم عانى كثيرا من غيابات بعض اللاعبين بسبب الإصابة. وكيف ترى المعسكر الإعدادي الذي أقامه الفريق مطلع هذا الموسم في مدينة الإسماعيلية بمصر؟ هل ترى أن الفريق حقق الفائدة المرجوة منه؟ نتائج المعسكر اتضحت من خلال المستويات التي قدمها الفريق خلال الجولات الماضية، وبرأيي كان الهدف من هذا المعسكر هو خلق التجانس بين لاعبي الفريق المتواجدين حينها وبين بعض الأسماء المستقطبة سواء على الصعيد المحلي أم الأجنبي إضافة إلى حفظ الاستقرار الذي كان عليه الفريق في الموسم الماضي بين اللاعبين المحليين كوننا حافظنا على نسبة كبيرة من الأسماء التي مثلت الفريق في مشوار الصعود من دوري الدرجة الأولى، ومن خلال اللقاءات التجريبية التي خاضها الفريق وصلنا إلى ما نصبو إليه ألا وهو الانسجام وحفظ الاستقرار السابق، والنتيجة هي البداية القوية والنتائج المميزة التي حققها الفريق. فلسفة التغيير هل تعتقد أن الإبقاء على العناصر التي ساهمت بصعود الفريق بغية الحفاظ على الاستقرار سبب في ظهور فريق الفيصلي بهذه الصورة؟ بلا شك، وهذا نتاج عمل قامت به الإدارة منذ ثلاثة مواسم، لك أن تتخيل أن جميع لاعبي الفريق المحليين الحاليين إما هواة لا يرتبطون بعقود احترافية مع الفريق، وإما لاعبون عقودهم الاحترافية تمتد إلى ثلاثة مواسم أو أكثر، ومع انطلاقة الموسم وجدت الإدارة عدم جدوى تغيير عناصر الفريق بالكامل وتعويضها بلاعبين آخرين، كون التغيير سيهدم ما نصبو إليه منذ مواسم سابقة. الفريق في آخر ثلاث مواجهات تكبد ثلاث خسائر.. ما الأسباب برأيك؟ ليست هناك أسباب معينة، ففي لقاء الفريق الأخير أمام فريق الأهلي على الرغم من الخسارة إلا أن الفريق قدم مستوى لا يقل عما قدمه طوال اللقاءات التي خاضها في هذا الموسم، فكان هناك تنويع في اللعب واستحواذ تام على الكرة في الشوط الثاني، وفي النهاية خسر الفريق في ظل هذا المستوى وعلينا أن نتقبل الخسارة، وأرى أن المسؤول في أي ناد إذا لم يتقبل الخسارة بصدر رحب ويعمل على البحث عن أسبابها بعقلانية فلن يقدر على إعادة الفريق إلى الانتصارات أيا كانت الظروف. ولكن ألا تعتقد أن ما يخفف وطأة الخسائر في هذه الفترة هي الانتصارات التي حققها الفريق في البداية.. أي أن الفريق وضعه أصبح بعيدا عن مناطق الخطر فما الداعي للغضب من الخسارة؟ قد يكون ذلك، أعرف تماما أن تكرار الفوز وتحقيق النتائج الإيجابية بصورة متكررة قد يخفف كثيرا من آلام الخسائر في حال وقوعها لا سمح الله، ولكن يجب أن تعلم أن الفريق خسر في هذا الموسم عدة لقاءات وكان يقدم مستوى مقنعا بشهادة جميع النقاد والمحللين كما أنه في حال الخسارة تكون الغيابات قد ألقت بظلالها على الفريق، ففي لقاء فريق التعاون في الجولة ما قبل الماضية الفريق خسر خدمات المدافع السنغالي بابا ديوب ولاعب الوسط الكرواتي داريو جيرتك بسبب الإصابة ونفس السبب يتكرر بغياب لاعبي الوسط فهد المبارك وعبدالرحمن أنس، فتجد أنه ما يخفف آلام الخسائر في الفترة الأخيرة هي أن الفريق يقدم مستويات مقنعة مثل التي يقدمها في السابق ولكن في ظل غياب أربعة أو خمسة لاعبين «وذلك بسبب أننا نملك لاعبين لا يقلون مستويات فنية عن الأساسيين»، وللأمانة في لقاء فريق التعاون الأخير حدث أن لاعب الوسط في الفريق باسل الفهد التحق بالفريق قبل المباراة بساعة كاملة لظروف وفاة جدته «رحمها الله» ومع ذلك شارك وقدم مستويات مُرضية، فعندما يخسر الفريق وفق هذه الظروف أعتقد أن عليك أن تتقبل الخسارة بصدر رحب، وتبحث عن حلول لعودة الفريق إلى سابق عهده وهذا ما نقوم به طوال الفترة الماضية، كي تكون عودة الفريق من لقاء فريق الرائد المقبل ومن ثم يكون الختام بلقاء فريق الشباب في نهاية لقاءات الدوري لهذا الموسم. عيوننا على الأبطال ماذا عن حظوظ الفريق فيما تبقى من منافسات هذا الموسم؟ الفريق في المركز السادس ويملك حظوظا قوية نحو حجز مقعد للعب في بطولة كأس الملك للأبطال، ولكن هذا الشيء لن يعيقنا في سبيل تحقيق الفوز في اللقاءين المقبلين كي نضمن التواجد بصفة رسمية في هذه البطولة الغالية على جميع الرياضيين، وفي حالة تحقيق الفريق لفرصة اللعب في هذه البطولة الغالية فأطمح أن يصل الفريق إلى مراحل متقدمة من خلال المشاركة، وهذا ما سنعمل عليه بإذن الله. تسربت أخبار في الفترة الماضية عن انتقال عدد من لاعبي الفريق الحاليين إلى بعض الأندية، مثل المدافع إبراهيم مدخلي ولاعب الوسط الكرواتي داريو جيرتك والمهاجم الألباني ميجين ميميلي.. كيف تتعاملون في إدارة النادي مع هذه الأحداث؟ نحن الآن في عصر الاحتراف، وقوانين الاتحاد الدولي تمنح أي لاعب يدخل في فترة ال6 أشهر الأخيرة لعقده الاحترافي حرية التوقيع واختيار النادي الذي يرغب فيه في مشواره المقبل والتوقيع له، ونحن في إدارة النادي نتعامل مع اللاعبين من هذا المنطلق وهذا حق من حقوقهم، كما هو حق من حقوقنا أن نوقع مع لاعبين دخلوا في فترة ال6 أشهر ويمثلوا أنديتهم حاليا. وهل تم فتح باب التفاوض مع هؤلاء اللاعبين لتجديد عقودهم؟ فتحنا ملف تجديد عقد أكثر من لاعب للموسم المقبل ومواسم مقبلة، وتقريبا أنهينا الاتفاق على كافة بنود العقد وفقط ما تبقى هو الاتفاق على بعض الأمور المالية التي هي من ستحدد إمكانية بقاء بعض اللاعبين من رحيلهم، وإذا ما تم الاتفاق على الأمور المادية فسيتم التوقيع النهائي الذي سيكون في نهاية الموسم الجاري، في حال عدم الاتفاق على الأمور المادية لتجديد عقود اللاعبين الأجانب ومن ثم رحيل هؤلاء اللاعبين. زلاتكو باق هل لديكم أسماء بديلة مطروحة لجلبها في الموسم المقبل؟ هناك عدة أسماء سواء محلية أو أجنبية هي قيد الدراسة حاليا، ونحن في إدارة النادي قادرون على تعويض أي اسم يرحل عن الفريق بأفضل منه، وهذا يأتي بفضل من الله ثم بفضل الدعم الشرفي اللا محدود من قبل أعضاء الشرف ومحبي النادي. وماذا عن المدرب الكرواتي زلاتكو هل سيستمر مع الفريق أم سيرحل؟ تم الانتهاء من كافة أمور استمراره أخيرا عقب الاجتماع الذي جمعني به يوم الخميس الماضي، وللأمانة فهو أكد لي سابقا أنه سيستمر مع الفريق وأنه لا ينظر إلى أي عروض أخرى أيا كانت المُغريات. ما رؤيتك للموسم المقبل.. وهل ترى أن النتائج التي تم تحقيقها في هذا الموسم ستشكل ضغطا على الفريق في سبيل تأكيد أحقيته بما تم تحقيقه؟ بإذن الله سنعمل على تحضير الفريق لمنافسات الموسم المقبل من الآن، وكما أسلفت بأننا في طور تجديد عقود بعض اللاعبين المحليين والأجانب ونبحث مدى إمكانية جلب عناصر محلية تكون داعمة للفريق في مشواره المقبل، أما عن حقيقة الضغوطات التي سببتها النتائج الحالية فهي بلا شك ستشكل بعض الضغوط ولكن نملك القدرة على تجاوزها إن شاء الله بتكاتف الجميع، وما نطمح إليه هو إبقاء الفريق في المراكز التي وصل إليها الآن لمدة ثلاثة أو أربعة مواسم والمحافظة على الصورة التي رسمها الفريق لنفسه في هذا الموسم، بعد ذلك أعتقد أنه يحق لنا كما يحق لغيرنا أن ننافس ونحاول الوصول إلى المراكز الأمامية وأن ننال شرف تمثيل المملكة في البطولات الخارجية. دعم الاتحاد يتأخر خرجت في الموسم الماضي في تصريح صحفي أكدت من خلاله أنك «أنفقت من مالك ومال زوجتك في سبيل الصرف على النادي وأنه حان وقت الرحيل» ولكنك بقيت على كرسي الرئاسة، ما سر هذا التصريح؟ عندما كان الفريق ينافس في الموسم الماضي في الدرجة الأولى وفي المواسم الماضية فلم يكن للنادي مداخيل وكان يعتمد في عملية الصرف على إعانة الاتحاد السعودي ودعم أعضاء شرف النادي فقط، وفي بعض الأحيان اضطررت لأن أصرف من مالي لكي أسير بعض أمور النادي الشخصية، وهذا تأكيد على أن المبالغ التي تصرف من اللجنة المالية باتحاد كرة القدم تأتي متأخرة، وفي تصريحي هذا أكدت من خلاله أنه يجب على أي رئيس ناد أن يتحمل جميع الظروف التي يمر بها ناديه ويقاوم هذه الظروف من خلال تقديمه للدعم لخزانة النادي من حسابه ويكون موفرا للحلول السريعة من الجانب المادي. آلية جديدة للدعم وماذا عن الدعم الذي يقدمه أعضاء شرف نادي الفيصلي ماديا ومعنويا؟ بالاتفاق مع أعضاء الشرف في النادي تم تخصيص آلية معينة للدعم، وهي أن يخصص كل عضو شرف مبلغ مقطوع دعما منه للنادي ويتم صرفه على دفعات سواء حسب الأشهر أو على حسب فترات محددة نحددها فيما بيننا، المهم هو أن يكون المبلغ المتفق عليه دخلا كاملا في خزانة النادي مع نهاية الموسم، وحقيقة أحب أن أشكر كافة أعضاء شرف النادي على ما قدموه من دعم خلال المواسم الماضية وبلا شك هم شركاء رئيسيون في النتائج التي حققها الفريق في هذا الموسم بفضل دعمهم ومساندتهم للفريق وكافة الألعاب في النادي، ففي هذا الموسم بالتحديد استقبلت خزانة النادي ما يقارب الثلاثة ملايين ريال دعما من أعضاء الشرف بالنادي وهم يشكرون على ذلك بلا شك .
