لدي مشكلة الخوف من الاختبارات لدرجة كبيرة جدا مع أن الله سبحانه أعطاني موهبة الحفظ، وهي أني إذا حفظت شيئا لا أنساه أبدا، وهذا كان يفيدني في الدراسة، وأستطيع المذاكرة بشكل جيد، وإذا سألوني أعرف الجواب، لكن إذا جاء وقت الامتحان لا أدرس مع أن السبب ليس عدم قدرتي على الدراسة، لكني أخاف من كلمة امتحان، وفي الجامعة تعبت كثيرا، لأن المواد كثيرة وطويلة، وتحتاج إلى أن أحفظها في يوم واحد لأريح رأسي؛ لأني لا أستطيع جمع كل تلك المعلومات في عقلي طوال الوقت، وفشلت في الجامعة، وخوفي كان السبب، وأظن أني مصابة بالعين، حيث أصبحت لا أنام أيام الامتحانات ولا أستطيع الأكل، وأبكي كثيرا، والآن أفكر في ترك الدراسة لأني تعبت منها بشدة، لكني أعلم أني دون دراسة لا أساوي شيئا. الخوف غريزة كامنة في النفس الإنسانية، تنمو لظروف ملائمة، وتخبو بتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب، والخوف هو مرض نفسي بحت، ولكنه مسبب لأمراض عضوية ونفسية أيضا، وللخوف أشكال منها الخوف المرضي، فهو من الأمراض الفتاكة، وهو سبب مباشر للكثير من الأمراض العضوية، مثل السكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، كما أنه يسبب الكثير من الأمراض النفسية ومنها: التوتر، القلق، الهلوسة، الانطوائية، عدم الثقة بالنفس، التردد، التخيل، الكوابيس في المنام، الأرق والاكتئاب، الوسواس، الوهم.. والأصل في الإنسان أنه خائف بالطبع، والطمأنينة هي الحالة المستحدثة تخفيفا من ضغوط الخوف عليه، فالخوف أمر فطري. أما الخوف من الامتحان: فإن أعراضه: أ وساوس نفسية تبدو على الإنسان في هيئة تخيلات وتوهمات من النسيان إن نام الإنسان. ب تجنب كل ما من شأنه أن يوصل إلى النسيان كالنوم ومخالطة الآخرين. ج إعادة أي حالة غير طبيعية إلى المرض المتوهم حتى أن المرء يخاف من النوم مثلا لئلا يكون ذلك بمثابة الدليل على إصابته بالنسيان، وكالذي يخاف من مرض السرطان فإنه يخشى من كل تورم يظهر في جسمه لئلا يكون ذلك تورما سرطانيا. ومن الممكن معالجة الخوف من الأمراض عن طريق الدين، فعندما ينتشر وباء ويخاف الإنسان على نفسه الإصابة به، عليه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالحفظ والرعاية ثم العمل بالأسباب الفاعلة مثل نيل القسط المناسب من النوم لراحة العقل والبدن بعد المذاكرة الجيدة للمواد الدراسية المعنية. وينبغي أيضا التعاطي مع الأمر المحتوم بالصبر، فالمرء يبتلى على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة». ومن المقبول الاستعانة بالقرآن والرقى الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخبر سبحانه وتعالى في كتابه أن فيه شفاء للمؤمنين, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا فزع أحدكم في أزمة فليقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وشر عباده، ومن شر الشياطين أن يحضرون». ولك أن ترقى نفسك. وأخيرا أختي الفاضلة: دعي الخوف وابدئي الحياة.. وبعد كل هذا أن لم تجدي الأمر أفضل فارجعي لاختصاصي نفسي. المجيب: د. محمد فتحي حسن استشاري اجتماعي