حضر مئات المتطوعين أمس في جدة، للقيام بواجبهم تجاه محافظتهم التي غرقت في مياه الأمطار والسيول منذ يومين. الحضور الشبابي من الجنسين أمس كان مشرفا، وكان علامة بارزة كما كان في السابق، منذ ساعات الصباح الأولى تجمعوا أمام مركز الحارثي للمعارض والمؤتمرات لاستلام المساعدات وإيصالها للمتضررين، إلا أنهم فوجئوا بعبارة «لا شيء متوفرا لدينا، سوى علب الماء»، ومع ذلك تحمسوا للمهمة حتى تكتمل في الأيام المقبلة لصالح جميع المتضررين في معظم ساعات اليوم. أكد محمد العباد وهو طالب في المرحلة الثانوية استغل تأجيل اختبار اليوم لتقديم المساعدة للمتضررين، انتظاره لاكتمال المساعدات. ويشير الشاب محمد الغامدي أن قلة الإمكانيات وكثرة المتطوعين فوتت علينا فرصة الإسهام في تقديم المساعدة، «لكننا نأمل أن يكون القادم أفضل، وأن يتعاون الجميع معنا لنؤدي واجبنا، والدور المناط بالشركات والمؤسسات ورجال الأعمال كبير جدا، نأمل أن نعود غدا لنجد أمامنا كل ما نحمله لأهلينا في جدة لنساعدهم ونساعد أنفسنا على نسيان المعاناة وتجاوزها». وأوضح هشام، قائد أحد الفرق التطوعية، أن معاناتهم هذا العام ليست في أعداد المتطوعين المتزايدة بل فيما يقدمه هؤلاء المتطوعون للمحتاجين «احتشدت أعداد كبيرة منذ ساعات الصباح الأولى، غير أن التموين الغذائي للأسر المتضررة نفد، وفوجئنا بعد صلاة العصر بتوافد كبير من الشباب للمشاركة في العمل إلا أن المؤونة لا تكفي». وأضاف هشام «علقنا لوحة على واجهة البوابة الرئيسية فيها المحتويات الغذائية التي نحتاج إليها، وطالبنا الشباب المتواجدين بالبحث عن التجار وزيارتهم لإقناعهم بالمساهمة في التطوع بالمواد الغذائية، لكن حتى التاسعة ليلا لم يصلنا شيء». وفي ذات السياق، عبر محمد مدني، عضو فريق مواطنة التطوعي، عن حزنه الشديد على ضعف المساهمة بالمواد الغذائية التي يفتقد إليها كثير من الأسر في الأحياء المتضررة، وقال «الجميع يعرف معاناة الأحياء والأسر جراء الأمطار وما خلفته من أضرار، هذه المسؤولية تجعل الشباب يقومون بأدوارهم بالشكل المطلوب، كما أن على جميع رجال الأعمال والتجار والمواطنين والمقيمين المساهمة بما تجود به أنفسهم لإخوانهم في الأحياء المتضررة». واعتبر مدني تراجع دور الأهالي بالدعم الغذائي للأسر المتضررة مؤشرا خطيرا يدعو إلى زيادة توعية رجال الأعمال والشركات المساهمة والجمعيات الخيرية للإمداد بالاحتياج الغذائي حتى نستطيع إيصاله إلى مستحقيه والمحتجزين من الأهالي داخل الأحياء. من جانب آخر، اعتذر القائمون على تحريك الفرق التطوعية في معرض الحارثي من الشباب والفتيات نظرا إلى الاكتفاء العددي من ناحية، وقلة المواد الغذائية المخصصة للمتضررين من ناحية أخرى. فيما اشتكى المشرفون من عدم مشاركة كثير من الشركات التموينية التي ساهمت بشكل فاعل في كارثة العام قبل الماضي، كما لوحظ أن أغلب المواد الغذائية التي تصل إلى المعرض عبارة عن مساهمات بسيطة من قبل بعض الأسر أحضرت في مركبات صغيرة. وقال مشرف الصالة إياد مشيخ «نفتقد كثيرا المواد التموينية، واضطررنا إلى استبعاد كثير من المتطوعين نظرا إلى قلة المواد الغذائية». وأضاف «الكثير من الشركات والمؤسسات إضافة إلى الجمعيات ساهمت في العام الماضي بشكل فاعل، إلا أن مشاركتهم هذه السنة لا تزال بسيطة ومحدودة جدا»، مشيرا إلى أن العمل بدأ منذ صباح أمس ولا يزالون ينتظرون المزيد من الدعم لسد حاجات المتضررين في جميع الأحياء .