كانت الرياضة السعودية تسير بشكل جيد ولم تشهد ما يعكر صفوها.. قبل أن تحل الكارثة التي نزلت مثل الصاعقة على رؤوس عشاق كرة القدم في هذه البلاد.. في كأس العالم 2002 وهي التي أدخلت الكرة السعودية في نفق مظلم لم تستطع الخروج منه حتى الآن.. تسع سنوات ونحن نصارع في سبيل إعادة الكرة السعودية إلى سابق عهدها.. لكننا لم نفلح أبدا في الاقتراب من الداء وتلمسه.. مما جعلنا ندمن النكسات واحدة تلو الأخرى.. ونتفنن في خلق التبريرات في كل نكسة تحل برياضتنا.. وفي الحقيقة نحن لم نتقدم خطوة واحدة للأمام منذ حلول تلك الكارثة.. ولا زلنا نتمسك بأبطالها ونعض عليهم بالنواجذ ونقدمهم على الكثيرين المبدعين.. فسماسرة مدربي النكسات لا يزالون يعبثون برياضتنا.. ويعيثون بمنتخباتنا فسادا.. ومع كل فشل.. نوكل لهم المهمة من جديد لاستقطاب فاشل آخر.. وهكذا تسير الأمور دون منهجية واضحة ومحددة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يضم بين أركانه شخصا يستطيع استقطاب جهاز فني احترافي.. وأن هذه المنظومة الكبيرة غير قادرة على الوصول للخيار الناجح طوال هذه السنوات.. أليس هذا فشلا وعجزا وقصورا من الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ بالتأكيد هو كذلك.. وبالتالي لا بد من إحداث غربلة كاملة في هذه المنظومة.. من خلال إبعاد الأعضاء المفلسين الذين لم يعد لديهم أدنى طموح للتطور والعمل الجاد.. وتصفية هذه المنظومة من مخضرمي الزمن الغابر.. الذين جل خبرتهم في أمور لم تعد موجودة في هذا العصر.. وبالتالي لا بد من بث دماء جديدة.. وإتاحة الفرصة لأناس ناجحين لا يهمهم «الترزز» و«التكشيخ» بجانب الرئيس العام.. فهذا العصر لا يمكن أن يقبل الأشخاص غير الديناميكيين.. فلا مكان سوى لصاحب الفكر والشخص (العملي) الذي يحمل هم الإصلاح والتغيير وإحداث التطور.. ونحن نعلم جيدا أن معظم أعضاء الاتحاد والسادة الوكلاء لا يجيدون التعامل مع أدوات العصر المتطورة.. وعلاقتهم بجهاز (الكمبيوتر) الذي يزين مكاتبهم.. لا تتعدى (تضبيط) الخلفية.. و(تعال يا فلان سو لي إيميل).. ولا تستبعدوا أن يكون هذا الإيميل على نظام (أين) الغابر..!