على الرغم من انقضاء عام على مأساة جدة، لا تزال هذه الذكرى تلقي بظلالها السوداء كلما انهمرت الأمطار، وبات الناس اليوم أكثر وعيا بمدى حجم المخاطر التي تعيشها هذه المدينة الساحلية ومدى قصور الإعلام المرئي في تغطية ومتابعة الأحداث، وعلى الرغم من التحسن البسيط الذي بدأنا نلمسه فيها مقارنة بالعام الماضي إلا أن الإنترنت لا يزال الوسيلة الفضلى لتقصي ومتابعة الأحداث، وهذا ما لمسناه مع أمطار جدة لهذا العام. وفي استعراضنا السريع لرصد أحداث أمطار جدة لهذا الشتاء، نجد أن القاسم المشترك هو استنكار الأغلبية للمعاناة المستمرة من تصريف المياه، وضعف خطة الطوارئ لمواجهة السيول، فمنذ لحظة صدور التنبيه بشأن المناخ على موقع الأرصاد الجوية بدأت المنتديات بنشر التنبيهات المتكررة مع متابعة حالة الطقس التي تناقلتها بعض المجموعات البريدية أسبوعيا، غير أن الأمور تبدلت بعد سقوط الأمطار، إذ توالت موضوعات تناقش ما بعد الحدث وترصد الأحياء المتضررة بالصورة وتتناول المشاكل المتفاقمة جراء سوء التصريف. متابعة من وسط الحدث يتصدر تويتر قائمة الخدمات المعتمدة لتفادي الأمطار، كما أن كم التفاعل كان كبيرا لسهولة وسرعة استخدام الخدمة ومن خلال الهاش تاقjeddahrain # يتم تداول ورصد الأحوال المناخية والتحذير من الأحياء الغارقة أو حتى لإيصال رسالة أو استنجاد. ومن الملاحظ أن عدد المواقع التي افتتحت العام الماضي كثيرة، وأبرزها «من المسؤول؟ - تكاتف - تسونارينا جدة» لكن أغلبها أغلق تجاوبا مع قرار أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وسعيا إلى توحيد الجهود الوطنية المبذولة لإنقاذ مدينة جدة، وتم توجيه الإخوة الراغبين في التطوع إلى موقع تم تخصيصه لهذا الغرض، وهو: www.forjeddah.com لكن المشكلة أن الموقع على حاله من العام الماضي، وزيارته تؤكد أنه خالٍ من أي تفاعل أو تغطية لمستجدات العام الجاري .