كاد يغشى على مُسن بنجلاديشي صحا في الساعات الأولى من صبيحة أمس، ليواجه صدمة أنه لم يحج بعد أن فاته الوقوف بعرفة بجانب عدد من الشعائر الأخرى الخاصة بالحج؛ لجهله بالمناسك وباللغة العربية، ودخل المسن في موجة من البكاء الشديد تأثر لها من حوله، وألقى بنفسه على أحد الأرصفة الجانبية لشارع شعب عامر من شدة حزنه على تفويته أداء فريضة الحج التي قطع من أجلها مسافات بعيدة، فكثيرا ما حرم نفسه الأكل ليجمع تكاليف الرحلة، مُشيرا إلى أنها زيارته الأولى للأراضي المقدسة. وأرجع «هزارت» السبب في ذلك إلى ضياعه وجهله بكيفية أداء الحج ولعدم إلمامه باللغة العربية أو أي لغه أخرى بعدما تاه عن مجموعته وظل هائما على وجهه في طرقات مكة بلا دليل. وتدخل رجال الأمن وهدؤوا المسن عبر أحد المترجمين من بني جلدته الذي كشف عن أنه لا معين له بعد الله، كما أنه لم يجد شخصا يتفهم مشكلته ونُقل إلى مستشفى الملك فيصل لسوء حالته النفسية. من جانبها رفضت وزارة الحج ممثلة بفرعها بالعاصمة المقدسة التعليق حيال القضية، مُكتفيا وكيلها حاتم قاضي بالقول أنه دون كافة البيانات عن المسن البنجلاديشي، مشددا على أنه سيتابع الحالة شخصيا عبر القنوات الرسمية. فيما قال عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة الدكتور محمد السهلي إن من لم يقف بعرفة فقد فاته الحج، لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، محملا الجهة المعنية عن الحاج المسؤولية، وأنها ملزمة شرعا ونظاما بأن تتكفل بمصاريفه التي بذلها منذ أن قدم من بلاده حتى يعود إليها، وملزمة أيضا بتكاليف عمرة يؤديها؛ لأن من فاته الحج فإنه يتحلل من إحرامه بعمرة، لافتا إلى ضرورة تدخل وزارة الحج وتحقيقها للمطالب التي تُعتبر من أبسط حقوقه وإبراء لذمتها أمام الله ثم أمام القيادة التي منحتها ثقة رعاية ضيوف الرحمن، وذلك بإلزام الشركة المعنية بخدمة الحاج بتكفلها بحجة له على نفقتها .