وصف إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء ب«الحازم» و «الصارم» وقال في خطبة الجمعة التي أداها قرابة مليون مصل: إن الملك «حمى حدود الفتوى وحفظ الشرع المطهر تعظيما لدين الله من الافتئات عليه ممن يقتحم المركب الصعب ولم يتسلح بالعلم». وقال إمام الحرم المكي: «من خرج عن الجادة لا بد من لجمه وإيقافه عند حده، فالنفوس ضعيفة والشبه خطافة وأضواء الإعلام محرقة، والمغرض مترقب متربص»، مؤكدا أن المؤسسات الشرعية قامت بواجبها على الوجه الأكمل، و «من أراد أن يقلل من دورها متعديا على صلاحيتها ومتجاوزا أنظمة الدولة ناصبا نفسه لمناقشتها، فيجب الوقوف أمامه بحزم ورده لجادة الصواب». وشهد الحرم المكي في أول جمعة من رمضان زحاما كبيرا، لكن الجهات المختصة تمكنت من التعامل مع الأمر بسلاسة، ووفرت أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين القادمين من داخل المملكة وخارجها، وذلك بمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز. وأوضح الناطق الاعلامي بالشؤون الصحية بمكةالمكرمة فايق حسين أنه تم تكثيف العمل على مدار الساعة لخدمة المعتمرين والزوار والمصلين، مضيفا أنه تم تشغيل مركز إسعافي بساحات الحرم المكي الشريف بمقر مواقف مستشفى أجياد القديم ليصبح عددها خمسة مراكز لتقديم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة والإصابات الناتجة من الازدحام. وأفاد مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي بأنه تم وضع نقاط فرز في المنطقة المركزية لمنع دخول السيارات، لضمان سهولة وصول المصلين قبل موعد الصلاة، مشيرا إلى أن مواقف السيارات التي تم تخصيصها في مداخل مكةالمكرمة قد استوعبت كل سيارات الزوار والمعتمرين والمصلين. وبين نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أنه تم فتح جميع أبواب المسجد الحرام، التي تصل إلى 176 بابا منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وذلك من أجل تمكين المصلين من الدخول إلى المسجد الحرام والخروج منه بكل يسر وسهولة، حيث إنه تم تجهيز الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة واستيعاب الأعداد الكبيرة من المعتمرين والمصلين. من جهة أخرى، أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن غرفة العمليات لم تتلق أي بلاغات أو حوادث تذكر في المنطقة المركزية أمس. إلى ذلك، أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة: «في كتاب الله مواعظ لمن اتعظ، ومواعظ وذكرى توقظ القلب المستنير والقلوب تحيا بموت الهوى، وغفلة النفوس تنقشع بحلول الخشية، والكسل تطرده سهام الحذر، فلا سكون لخائف ولا قرار لعارف، والمقصر إذا ذكر تقصيره ندم، والحذر إذا فكر في مصيره حزم». وأضاف: «وأنتم في هذا الشهر الكريم ترجون فضل ربكم، وتتعرضون لنفحات مولاكم، وتأملون في خيره وبره وتحاذرون تقصيركم وتخشون ذنوبكم، تقبل الله منا ومنكم ورزقنا فيه القيام والصيام». وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله خلق الخلق ليعبدوه ويحبوه ويعظموه، ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه ويخافوه، ليخافوا ربهم خوف إجلال وتقدير ومحبة وتعظيم، ودعا عباده إلى خشيته وتقواه والمسارعة إلى امتثال ما يحبه ويرضاه، والمباعدة عما ينهى عنه ويكرهه ويأباه. وأوضح أن «القلوب لا تحيا إلا بالخوف من الله، فهو الذي إلى الخير يسوقها ومن الشر يحذرها، وإلى العلم والعمل يدفعها، بالخوف تكف الجوارح عن المعاصي وتستقيم على الطاعات ويسلم المرء من الأهواء والشهوات، بالخوف يحصل للقلب خشوع وذلة واستكانة وانقياد وتواضع لله رب العالمين، فينشغل بالمراقبة والمحاسبة، والخوف يثير دوام ذكر الله وصلاح العمل والمسابقة بين الخيرات والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، ويمنع الكبر والعجب والخيلاء». وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن الله فضل الليالي والأيام بعضها على بعض، واصطفى من الشهور شهرا جعله غرة شهور العام، أنزل فيه القرآن وفتح فيه أبواب الجنان وأغلق فيه أبواب النيران، وصفد فيه الشياطين، من صام نهاره إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليله إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وفيه ليلة خير من ألف شهر، جعله سبحانه موسما للعفو والغفران، شهر الفضل والرحمة، يستقبل بالفرح والاستبشار، شرعه الله لتحقيق التقوى .