منذ أن تطأ أقدامهم أراضينا إلى أن يغادروا .. ما هي الرؤية السابقة المرسومة في أذهانهم؟ وما هو الانطباع اللاحق؟ كيف سيرون واجهة البلد (المطار) مثلا؟ .. هل يعبر حقا عن مدى التطور والتقدم الذي صاغته وسائل الإعلام وصدرته للعالم؟ .. أم سيجدون مباني عتيقة وموظفين محنطين يمارسون أعمالهم برتابة وضجر؟ هل ستأتي الحافلات في وقتها المحدد؟ أم سيظلون ينتظرون بالساعات؛ بسبب تهاون شركات النقل التي لا تحترم الوقت ولا تقدر تعب المسافر؟ ربما سائق الحافلة يضل بهم الطريق ويقرأون شوارع ومواجع جدة مثلا، فيرون الكورنيش الباهت حيث لا مقاعد ولا ملاهي ولا دورات مياه، وربما يتعمقون في فواجع جدة فيجدون أرتال المواطنين يصطفون في طوابير المياه، وعند الإشارة يقفون خلف صهريج الصرف الصحي لينفث روائحه الكريهة ليكتشفوا أن أهم مدن الشرق الأوسط تفتقر إلى البنية التحتية البسيطة. يخترقون العاصمة المقدسة بعد أن يجتازوا عدة نقاط تفتيش ملبين ومكبرين ومهللين، فتواجههم صعوبة التنقل من مكة على أماكن إقامتهم؛ ربما بسبب تركيبة أم القرى الجغرافية، وربما بسبب خطة السير. في الشارع تظهر تجليات قد لا يقتنصها إلا القادم من بعيد، ولكن نعود إلى محور المقال .. ما هي الرؤية السابقة؟ وما هو الانطباع اللاحق؟ وللتأريخ .. فقد جندت الدولة جل طاقتها الأمنية والخدماتية لتسهيل وتنظيم وتأمين مناسك الحج، ولكن هناك ظواهر تسيء للوطن قبل أن تسيء للمواطن، وإليكم بعض الظواهر التي رصدتها على عجل في: لأول مرة أرى مشاة يتحولون إلى عدائيين؛ والسبب السرعة المتجاوزة للسائقين بشكل عام داخل شوارع مكة المكرمة!.. فمتى نعطي المشاة حقوقهم؟ هناك رجل أمن يتعامل بكل أريحية وفن مع الحجاج، وهناك آخر يضرب مؤخرة الحافلة بقطعة خشبية ليحثها على الحركة! .. والبون شاسع وواسع بين الرجلين. جشع وتعامل فض من قبل التجار الوافدين المسيطرين على كل مواقع البيع الاستراتيجية، والكثير من الحجيج يعتقدون أن هؤلاء مواطنون وهم بذلك ينقلون صورة مشوهة عن أخلاق ابن هذا البلد الحقيقة. هناك العديد من المشاهدات والتفاصيل التي لا يمكن حصرها في عجالة، ولكن يظل السؤال الذي يطل برأسه كشرفة بيت على ما يريد (على رأي درويش). أي انطباع سيخرج به ضيوف الرحمن بعيدا عن الاستهلاك الإعلامي عن بلانا العظيمة؟