أستميحكم عذرا يا أخوتي على هذا المقال فأنا منكم و معكم ولكم ناصح أمين ، وأن أوجعت البعض ببعض الكلمات التي أسأل الله أن ينفع بها ، فأنا أحد المتألمين لحال بعض الملتزمين (والدعاة) الذين تبدلت أحوالهم تماشياً مع العولمة (الانفتاح) ورضوخاً لحب الشهرة والتميز وأسباب كثيرة لا مجال لذكرها . هل نحن في أخر الزمان والتمسك بتعاليم الدين أصبح صعبا والمحافظة على المبادئ والقيم مستحيل والتغير بين عشية وضحاها سمة لهذا العصر ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم» يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر «ففي آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ويكثر الشر وأسبابه ، وعند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس قليل وعلى شدة ومشقة عظيمة ، وحاله كحال القابض على الجمر من كثرة فتن الشهوات والشبهات والشكوك وافتتان الناس بالدنيا وضعف الإيمان . من المفترض أن يكون العالم والشيخ والداعية والشاب الملتحي (الملتزم) قدوة لغيرة في جميع التعاملات وجميع الصفات الخُلقية والخلقية الظاهرة كاللحية والابتسامة ، ويكون قدوة في تقصير الثياب والمحافظة على جميع السنن والتقيد بالواجبات ، فإذا تهاون القدوات فمن الطبيعي أن يتبعهم المقتدين حتى يصبح تهاونهم وتقصيرهم سائغاً بين العامة ولا يستنكره أحد وقد يلام ويهاجم مستنكره . مواقف نشاهدها وأحوال غريبة لا تتناسب مع وضع الشيخ والداعية وإمام المسجد ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تقصير اللحية والإسبال والتهاون في أداء بعض الصلوات المفروضة مع الجماعة وتركيب مستقبل القنوات الفضائية الغير محافظة ، بل وأصبح دارجاً سماع الأناشيد المطعمة بالموسيقى وبعضها أقرب للغناء من الإنشاد ، ووصل الأمر بمشاركة بعض المنشدين للمغنيين في أعمال مشتركة ، وأحد المغنيين ينشد قصيدة لأحد الدعاة الذي لم يعترف بخطئه في دعم أهل الفساد – بدلاً من دعم المنشدين – ومما يدعوا للريبة تأكيد بعض الدعاة أن المشاركة في القنوات الفضائية الهابطة أمر لابد منه بحجة عدم تركها فريسة لهابطين وأهل المجون فأصبح هو الفريسة ، ولا أدري هل تنطبق هذه الحجة أيضاً على الكتابة في الصحف التغريبية وبعض المجلات الفاشلة بدلاً من المشاركة في المجلات الإسلامية والقنوات المحافظة والصحف الإلكترونية الجيدة . القصص كثيرة والعبر مريرة ولعلي أذكر ما شاهدته بعيني على صفحات الفيس بوك الذي لا يختلف عن باقي برامج الإنترنت الحاوي للمفيد والمضر حتى أنك تجد الشركيات منتشرة والله المستعان ، وما يحصل لبعض الملتزمين إذا تهاونوا في استخدام الإنترنت قد يوقعهم فريسة الغفلة وفي نهاية المطاف ينضم إلى قائمة المنتكسين بعد أن كان من الصالحين المصلحين . فهذا شاب وإمام مسجد يخوض في أروقة الفيس بوك ويصاحب القريب والبعيد الذكر والأنثى حتى أصبح يستمرئ ردود الفتيات ويحيي هذه ويهلي بتلك ويعبر عن تشرفه بتواصلهن معه !!! ، وأخر يشيد بأحد المتبرجات عند دفاعها عن قضية إصلاحية ونسي أنها متبرجة وأنها كثيراً ما تكون مع الفساد ودفعاها عن هذه القضية الإصلاحية وحيد . والبعض يشاهد المتبرجات في القنوات الفضائية والصحف الالكترونية وبمجرد مناقشته وتوجيه النصح له تجده يحكي لك قصص وحجج واهية وعن اضطراره لمشاهدة هذه المواقع لوجود الفائدة الجمة فيها والتي لا يمكنه الحصول عليها من أمكان أخرى ، والبعض يرمي بسبب تركيبة للدش بأنهم لا يستطيعون إقناع الأولاد بعد أن كبروا بالاكتفاء بالقنوات الفضائية المحافظة وأنه إذا تعنت فسوف يلجأ الأولاد لمشاهدة أسوأ القنوات خارج البيت . وكما أشرت في المقدمة فإن من الأسباب التي أدت بنا للوصول لهذه الدرجة الخطيرة من التهاون في التمسك بتعاليم الدين والتميع فيه وذلك بمجارات العولمة وإيصال الدعوة عن طريق الأساليب الحديثة التقنية والإلكترونية دون الاكتراث بما تحويه من سموم قد يكون هو أول المتسممين منها ، وهناك أسباب أخرى كثيرة منها الدعوة للتقارب مع الفرق الضالة كالشيعة حتى وصل الأمر إلى تكوين صداقات أدت إلى تغيير بعض المفاهيم لدى بعض الدعاة ، وأيضاً انتشار الخوارج والجامية وغيرها من الفرق في البلاد الإسلامية وخصوصاً في بلاد الحرمين حيث أربك مسار الدعوة وبعثر المفاهيم وكون لبساً لدى العامة حتى أصبح البعض لا يثق بالمشايخ والدعاة بل ويصف بعضهم بالجامي والتكفيري ...الخ ، ونتيجة لذلك تسربت إلى المجتمع بعض الفتاوى المضللة والشاذة والأحكام الخاطئة ، وترتب على ذلك حرب بين الموالين والمعارضين حتى حمي الوطيس بين المشايخ والدعاة فبدأوا يهاجمون بعضهم البعض – وهم قله ولله الحمد – واستغل بعض الكتاب هذه المعارك ليهاجموا أهل الصلاح برميهم بمقولات مشايخ الفلاشات وأيدوهم في فتاواهم الشاذة بعد أن ناسبت أهوائهم . وهنا نقول أنه لابد من تكاتف العلماء الربانيين وطلبة العلم والمشايخ المخلصين بدءاً بمناصحة المشايخ المندفعين (المتهورين) والدعاة الباحثين عن الشهرة ، والمطالبة بإقالة المتعنتين كما حدث مع أحد رؤساء الهيئة المقال ، والرد على شبهات المغررين بالشباب وذلك بعد استحالة المناصحة وبكل وضوح وشفافية ومن خلال الإعلام حتى يصل صوت الحق للجميع لتصحيح المفاهيم المغلوطة ، ومن فضل الله أن ولاة الأمر أعطوا هذه الفرصة للمشايخ ودعموها فبرامج المناصحات منتشرة ولله الحمد ، بقي أن يفعل الجميع أدوارهم كل بما يصلح له و يستطيع . استدراك : إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله أعلم سلطان آل قحطان