قيمة الأصول المدارة في السوق المالية السعودية تجاوزت حاجز التريليون ريال    غزة: قوة إسرائيلية تتسلل بلباس نسائي وتغتال قيادياً وتختطف عائلته    إيران تتعهد مواصلة تخصيب اليورانيوم «مع أو بدون اتفاق»    الكرملين يفضل «الدبلوماسية» لتسوية نزاع أوكرانيا    19 ألف زيارة تفتيشية بمكة والمدينة    انتحاري يقتل 10 أشخاص في مقديشو خلال حملة تجنيد    10 أيام مهلة لجماعات سوريا المسلحة    تواصل سعودي نمساوي    رسمياً .. الكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب سعودي في دوري "روشن" لموسم "2024-2025"    10 آلاف متطوع من منسوبي التقني    سهام القادسية تُصيب 9 ميداليات في كأس الاتحاد    الذهب يرتفع بفعل الإقبال على أصول الملاذ الآمن    "آفاق" يدمج 88 طفلًا في التعليم العام ويحتفل بمرور خمس سنوات على تأسيسه    "الصحة العالمية": نواجه عجزا بنحو 1.7 مليار دولار خلال العامين المقبلين    أمير تبوك يستقبل إدارة نادي نيوم بمناسبة تتويجه بدوري "يلو" وصعوده إلى دوري روشن    وزارة الرياضة تطرح مشروع "استثمار المنشآت الرياضية" عبر بوابة "فرص"    اختتام بطولة غرب المملكة في منافسات الملاكمة والركل    جمعية البر بالمنطقة الشرقية تشارك في المعرض الدولي للقطاع غير الربحي (إينا)    عقارات الدولة توضح ما يُتداول حول توزيع أراضٍ سكنية في الرياض    مطارات الدمام تنظم ورشة بعنوان "يوم المستثمر" لتعزيز الشراكات الاستراتيجية    حقيقة انتقال رونالدو وبنزيمة وإيبانيز إلى الهلال    محافظ أبو عريش يرأس لجنة السلامة المرورية الفرعية    صندوق الاستثمارات العامة يجمع أكثر من 1000 من أعضاء مجالس الإدارة وتنفيذيّ شركاته    انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الأول للميتاجينوم والميكروبيوم    مبادرة طريق مكة تحظى بشرف خدمة أكثر من مليون مستفيدٍ من ضيوف الرحمن منذ إطلاقها    كندا تعلق بعض الرسوم الجمركية المضادة على الولايات المتحدة    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحصل على اعتماد JCI للمؤسسات كأول مجموعة صحية خاصة في المملكة    وزارة الداخلية تدعو للإبلاغ عن كل من يقوم أو يحاول القيام بنقل مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    حلول واقعية لمعالجة التحديات المعاصرة التربوية    حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ (10) مقيمين من الجنسية المصرية    تحالف استراتيجي بين "نايف الراجحي الاستثمارية" و"تي جي سي سي" لتنفيذ مشاريع رائدة في المملكة العربية السعودية    لمسة وفاء.. الشيخ محمد بن عبدالله آل علي    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج الدفعة السادسة من برنامج القيادة والأركان والدفعة الأولى من برنامج الدراسات العسكرية المتقدمة ويدشّن برنامج الحرب    الشؤون الإسلامية تُكمل استعداداتها في منافذ الشرقية لاستقبال الحجاج    إعلاميون ومثقفون يعزون أسرة السباعي في فقيدهم أسامة    وجبة مجانية تنهي حياة عصابة بأكملها    الحرب على الفلورايد تحرز تقدما    هيئة الموسيقى توثق الإبداعات السعودية    مبادرات "عام الحرف" ترسو في مشروع سولتير بالرياض    أتعلَم أيُّ فرحٍ أنت؟    محمد.. هل أنت تنام ليلاً ؟    تصعيد في قصف معسكرات النازحين.. الجيش السوداني يسيطر على منطقة «عطرون»    الفيفا يحدد موعد المباراة الفاصلة بين لوس أنجلوس وأمريكا.. من يحجز المقعد الأخير لمونديال الأندية؟    بعد 19 عاماً من النطحة الشهيرة.. بوفون يعترف: أنا السبب في طرد زيدان    آل بابكر وخضر يحتفلون بزواج علي    عبدالجواد يدشن كتابه "جودة الرعاية الصحية"    صيام الماء .. تجربة مذهلة ولكن ليست للجميع    أطباء يعيدون كتابة الحمض النووي لإنقاذ رضيع    6000 حاج يتلقون الرعاية الصحية بالجوف    سعود بن نايف يهنئ الفائزين في «آيسف 2025»    «البيضاء».. تنوّع بيولوجي يعزّز السياحة    نائب أمير عسير يستقبل القنصل الجزائري    حفل جائزة فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز.. الأربعاء    الشؤون الإسلامية تختتم الدورة التأصيلية الأولى في سريلانكا    قصائد فيصل بن تركي المغناة تتصدر الأكثر مشاهدة    رئيس جمعية «مرفأ» الصفحي يهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    مشائخ وأعيان وأهالي «الجرابية الكنانية» يهنئون أمير جازان ونائبه بالثقة الملكية    "قمة بغداد" ترفض تهجير سكان غزة.. الجبير: رفع العقوبات عن سوريا فرصة للتعافي والتنمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الحرم يدعو للحوار بالتي هي أحسن ونبذ التناحر والخلاف
أكد أن الوسطية تعني العدل والخيار الذي لا ميل فيه لطرف دون طرف
نشر في سبق يوم 25 - 05 - 2012

شدَّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم على الحاجة إلى سيادة مبدأ المحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن في جميع شؤون الحياة، لأنه أسلوب راقٍ، ووسيلة مثلى تصل إلى الغاية بكل أمن وطمأنينة وأدب، خاصة مع وجود ثورة معلومات وبركان من الثقافات والمقالات والمطارحات التي اختلط فيها الزين بالشين.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام اليوم على المجتمع أن يربي نفسه ونفوس بنيه على إجادة إيصال الفكرة إلى الغير بإقناع ناتج عن محاورة وشفافية كما يقولون ومجادلة بالتي هي أحسن لا بالتي أخشن.

وقال "في خضم الفتن والخلافات التي تموج كموج البحر وإعجاب كل ذي رأي برأيه وهيجان الإسقاط الفكري والعلمي والثقافي والإعلامي، يبحث العاقل فيها عن قبس نور يضيء له ويمشي به في الناس، أو عن طوق نجاة يتقي به أمواج البحر اللجي الذي يغشاه موج من فوقه موج من المدلهمات والزوابع، التي تجعل الحليم حيران، وإننا في هذه الآونة نعيش زمناً تكاثرت فيه الوسائل المعلوماتية، وبلغت حداً من السرعة جعلت المرء يصبح على أحدث مما أمسى به، ثم هو يمسي كذلك.

وأضاف أنها ثورة معلومات وبركان من الثقافات والمقالات والمطارحات التي اختلط فيها الزين بالشين والحق بالباطل والقناعة بالإسقاط القسري، حتى أصبح الباحث عن الحق في بعض الأحيان كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، وهنا تكمن صعوبة المهمة، وربما لم يعد أسلوب الأمس يلاقي رواجاً كما كان من قبل، وذلك لطغيان المشاحة وضعف الوازع، ما يجعل أسلوب المحاورة والمجادلة بالتي هي أحسن سبيلاً أقوم في هذا الزمن، وبخاصة في مجال التربية والإعداد والنصح والتوجيه والنقد والخصومة.

وأوضح أن لكل زمن وسيلته التي توصله إلى الغاية، الأمس واليوم، ولا يعني هذا أن ما مضى كان خللاً، كما أنه لا يلزم أن الحاضر هو الأمثل، وإنما لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث، ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال "إذا عرف الحق سلك أقرب الطرق في الوصول إليه"، ربما كان الإسقاط والإلزام دون محاورة أو تعليل أسلوباً سائداً في زمن مضى، قد فرض وجوده في الأسرة والمدرسة ومنابر العلم والفكر والإعلام، وربما كان مقبولاً إلى حد ما لملاءمة تلك الطبيعة والمرحلة للمستوى الخلقي والمعيشي والتربوي والعلمي، وما ذاك إلا لسريان مبدأ الثقة والاطمئنان بين المجموع، وهي في حينها أدت دوراً مشكوراً وسعياً مذكوراً، كان مفهوم التلقين فيها أمراً إذا كان الملقن هو الأعلى، وربما صار ندبة وطلباً إذا كان الملقن هو الأدنى، وقد يكون في حكم الالتماس إذا كان الطرفان متساويين.

بيد أن المشارب في زمننا قد تعددت والطرق الموصلة قد تفرعت ما بين موصل للغاية أو هاوٍ بسالكها إلى مكان سحيق، أو سالك عوراً على شفى جرف هارٍ قد بين ذلكم بأوضح عبارة وأجمع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عنه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال "خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً فقال: هذا سبيل الله. ثم خط خطوطاً عن يمين الخط ويساره وقال: هذه سبل على كل سبيل منه شيطان يدعو إليه. ثم تلا (وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) يعني الخطوط التي عن يمينه ويساره".

وبين أن المحاورة لا تعني بلزوم اقتسام النتيجة بين المتحاورين، كما أن الوسطية لا تعني التوسط بين أمرين لأن الوسطية هي العدل والخيار الذي لا ميل فيه لطرف دون طرف، بل أنى وجد الحق فهو الوسط وإن كان ادعاؤه طرفين لا ثالث لهما، وهذه هي الغاية المرجوة من المحاورة، ومن جادل بالباطل ليدحض به الحق فقد قال الله عنه (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار).

لقد امتازت المحاورة في شريعتنا الغراء بأنها عامة في جميع شؤون الحياة، ابتداء من أمور الاعتقاد وانتهاء بتربية الأطفال. فمن أمثلة ما جاء في أبواب الاعتقاد محاورة كل نبي لقومه ومجادلتهم بالحسنى طمعاً في هدايتهم إلى صراط الله المستقيم.

وأفاد الشريم أن المحاورة بالحسنى خير سبيل موصل إلى الحق والرضا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فحينما تستحكم الشهوة على فؤاد المرء ويشرئب قلبه إلى المعصية فإن مجرد النهر والزجر بعيداً عن أسلوب المحاورة الكفيل بنزع فتيل الإغراق في حب الشهوات لا يحصد من الفوائد ما تحصده المحاورة ذاتها. وللمحاورة في إزالة غشاء الظن والشك ما يجدر أن تكون محل نظر كل صادق منصف حريص على سلامة قلبه وذمته، فكم زال من الظن السيئ بأهله بهذه المحاورة، فقطعت دابر الشك وأغلقت باب الفرقة الأسرية، وكم هو عظيم أثر الطمأنينة حينما يحسن المرء استجلابها بمحاورة هادئة هادفة حاديها الإخلاص والبحث عن الحقيقة بعيداً عن التنابز.

واختتم فضيلته خطبته بقوله إن "في تربية الأطفال يكون للمحاورة من الأثر والوقع على النفس أكثر من مجرد التلقين والإسقاط القسري. وإن المحاورة لا تعني تهميش المرجعية الشرعية، كما أن الدعوة إليها لا تعني أن تكون كل محاورة "سبهلل" بلا زمام ولا خطام، بحيث تطغى على الحقوق والحرمات، لاسيما حين يطال ذلكم مقامات لها في الاحترام والمرجعية والتقدير ما يستقيم به الصالح العام، ولا يفتح باباً للفوضى والرمي بالكلام كيفما اتفق. ويشتد الأمر خطورة حينما يكون ذلكم عند الحديث عن العلماء والولاة الشرعيين، من خلال جعل بعض المحاورات كلاً لمنابذتهم، وقد جعل لهم الشارع الحكيم من الحرمة والمكانة ما تعود مصلحته على أمن واستقرار المجتمع، بعيداً عن الإرباك والإرجاف بالمنظومة العلمية والقيادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.