"شرّق" وعائلته يسكنون "بيتاً" بلا أبواب أو فرش أو كهرباء بأرقى أحياء جازان

يحرس أسرته ليلاً وطفله لا ينعم بالنوم إلا في "فسحة المدرسة" تحت التكييف

لسان حاله يردد "فرشي التراب" انسابت أحلامه من بين يديه وتبخر أمله المتواضع أن يحتفظ بآدميته في ظل واقع مرير أصبح جزءاً منه .
بكل تلقائية وصف "محمد عبده شرق" ل"سبق" معاناته قائلاً : تركت بيتي القديم بعد أن صدر الأمر بإزالته واستلمت قطعة أرض وتسعين ألف ريال تعويض مناصفة مع شقيقتي ، تنفست الصعداء وأنا أشعر بالأمل يلوح لي في الأفق وشرعت في بناء أرضي بقيمة 40 ألف ريال واقترضت مبلغاً زهيداً لبناء عدة غرف لحماية أبنائي من انتهاك إنسانيتهم وخشية من عبث الأيام بهم .
وتابع "شرق" حديثه قائلاً : للأسف تخلى الحظ عني ولم أستطع إكمال بناء المنزل ، وتشبثت بحقي في الحياة فعشت حياة بدائية مع زوجتي وأبنائي على هامشها ، نفترش أرضاً خاوية من أبسط مقومات الإنسانية .
صمت قليلاً ثم استكمل حديثه قائلاً : أدمى قلبي مشاهدة أبنائي يبكون من برودة الجو فلا جدران تقينا ولا كهرباء تنير أيامنا ، طحنتنا الأيام في تروسها وكتب القدر لي أن يهجرني النوم ، فأنا أحرس أسرتي ليلاً خوفاً من الذئاب البشرية ، وأمارس عملي نهاراً حارساً لإحدى المدارس .
وأبدى خوفه قائلاً : لا أدري ما تخبئه الأيام لي ويؤلمني أن أبنائي يفترشون الأرض ، مستقبلهم ضبابي وكم ذرفت دموعي كمداً عليهم ، وكانت عبارات إبني خالد خنجراً مسموماً أدمى قلبي حينما قال في براءة : مع حرارة الصيف لا أستطيع النوم ، وانتظر الفسحة المدرسية كى اختلس دقائق للنوم في برودة المكيف .
وتمنى أن تصبح "سبق" شعاعاً مضيئاً يمنح الدفء لأسرته بعد معاناة مريرة أفقدتهم بعض معاني الإنسانية ، وختم معاناته قائلاً : الحمد لله أنني أفترش تراباً من ملكي فغيري لا يملكون شيئاً" .
جارٍ التحميل...