لن تنسى ذاكرة التاريخ مساهمات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في نصرة الفلسطينيين والسوريين ونقل أوجاعهم لزعماء العالم؛ حيث باتت أوجاع الأمة الإسلامية والعربية هي القاسم المشترك في الخطاب السعودي بالمحافل الدولية وخصوصاً في قمة العشرين، فلم تغِب المملكة عن تلك الأوجاع والقضايا المصيرية للأمة ونقلتها للعالم. وحملت السعودية هموم أبناء جلدتها وقضاياهم في مختلف المحافل الدولية السياسية منها والاقتصادية، وطرحتها بقوة، مطالبة المجتمع الدولي والعالم بإنهاء أوجاع الأمة، وها هي اليوم تطرح مجدداً في قمة مجموعة العشرين أوجاع الفلسطينيين وآلام السوريين.
"تورينتو" والقضية الفلسطينية لم تغفل السعودية طرح هموم وقضية الأشقاء الفلسطينيين في اجتماع قمة العشرين في 27 يونيو الماضي بمدينة تورنتو الكندية، والتي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث حمل الملك عبدالله هموم أمته وبصفة خاصة القضية الفلسطينية؛ حيث أشارت إلى ذلك عدد من وسائل الإعلام الغربية بشكل صريح، ومنها صحيفة "الكريستيان ساينس مونيتور" بقولها: "إن الملك عبدالله طالب أوباما بالضغط على إسرائيل؛ حيث تلخصت رسالته في أن نجاح مبادرة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط وتحسين علاقاته بالعالم الإسلامي تتوقف على قيامه بالمزيد من الضغط على الإسرائيليين".
ولم ينسَ خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أمام القمة هموم الفقراء، فأكد أهمية دعم الدول النامية خاصة الفقيرة، والتي تضرّرت جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، مؤكداً أن السعودية عملت جهدها على مساعدتها في تخفيف وطأة الأزمة العالمية عليها من خلال زيادة مساعداتها التنموية والإنسانية الثنائية والمتعدّدة الأطراف، وفي دعم تعزيز موارد بنوك التنمية الإقليمية والمتعدّدة الأطراف.
"بريسبن" والملف السوري وجددت السعودية موقفها الواضح والصريح من قضايا أشقائها العرب، وحملها معاناتهم في قمة العشرين التي تعقد بأستراليا؛ حيث طالب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في كلمته أمام قمة العشرين بحلِّ النزاعِ العربي الإسرائيلي حلاً عادلاً وشاملاً، وقال: "العمل على حلِّ النزاعِ العربي الإسرائيلي حلاً عادلاً وشاملاً؛ إذْ إنَّ بقاءَ هذا النزاعِ دونَ حلٍّ أسهمَ بشكلٍ مباشرٍ في استمرارٍ عدم الاستقرار في الشرقِ الأوسط، كما أنَّ استمرارَ الأزمةِ السوريةِ فاقمَ منْ معاناةِ الشعبِ السوري الشقيق، وأسهمَ في ازديادِ حدَّةِ الاستقطاب، وانتشارِ العنفِ والإرهابِ في دولِ المنطقة".
وأضاف ولي العهد، في كلمته أمام قمة العشرين: "ومِن هذا المنطلقِ ندعو دولِ المجموعةِ لما لها من قوةٍ وتأثيرٍ، وندعو كذلكَ المجتمع الدولي للتعاونِ والعملِ معاً لمساعدةِ دولِ المنطقةِ في إيجادِ المعالجاتِ المناسبةِ لهذهِ القضايا الملحّة، وبما يدعم أهدافنا المشتركة في نمو اقتصادي عالمي قوي وشامل، ونعبِّر عن استعداد المملكة لمواصلة دعم الجهود الدولية لتعزيزِ الأمنِ والاستقرارِ في المنطقةِ؛ لما لِذلكَ من أهميةٍ للاستقرارِ والسِّلمِ العالمي".