في حالة فريدة من نوعها استقل زوجان عراقيان في مدينة النجف جنوب بغداد عربة حصان تعود إلى أربعينيات القرن الماضي في يوم زفافهما، حيث بدا الاستغراب واضحا من أهالي المدينة الذين تجمعوا حول موكب الزفاف. وفي هذا السياق، قال العريس، أحمد التميمي 26 عاماًً ويعمل بالتجارة وهو يستقل العربة مع زوجته وسط حشود المحتفلين، لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، "أردت أن أغير في عادات الحاضر وأحاكي الماضي وأجعل ليلة زفافنا مختلفة عن باقي الأعراس ويتذكرها أهالي المدينة بعد أن استخدمنا عربة الحصان بدل من السيارات الحديثة المعتادة". اما العروس، صفا علي 25 عاماًًً فقالت إن "التميز والاختلاف في طريقة الزفاف عما هو معتاد، إضاف إلى فرحتنا بالزواج جو من السعادة الغامرة ومشاركة كل من شاهد موكب زفافنا في هذه الأجواء المفعمة بالأمل والمحبة". وتوجه موكب الزفاف من منزل الزوج أحمد التميمي شمال المدينة وصولا إلى بيت العروس جنوبالمدينة ومن ثم إلى فندق يقع وسط المدينة ليتم فيه استكمال برنامج الاحتفال بهما، وسط زغاريد الأهل والأصدقاء. وتذكر الحاج عبد الأمير الخفاجي 85 عاما، الأيام الخوالي، وقال " لقد أعاد هذا الشاب ذاكرتي عشرات السنين إلى الوراء، يوم جلست إلى جانب زوجتي بذات الطريقة، الا اننا اضطررننا في ذلك الحين لاكمال الطريق إلى منزلنا الجديد سيرا على الاقدام بسبب ضيق الطريق المؤدي اليه والذي لايسمح بوصول عربة الحصان." واعتبر أحمد الربيعي 28 عاما، أن هذه المبادرة فرصة طيبة ودعوة للشباب للابتعاد عن البذخ والتكاليف الضخمة لحفلات الاعراس، حتى ان يستدين لاتمام هذه الحفلات. وأضاف أنه وعلى الرغم من تقدمه في السن، الا أنه لم يتمكن من الزواج حتى الان بسبب البطالة، فضلا عن التكاليف العالية التي تتطلبها اجراءات الزواج، وقال "إنه مشروع مؤجل حاليا فكل الظروف المحيطة بي لا تشجع عليه". ورأى الدكتور علي حسين عبود رئيس قسم الاجتماع في جامعة الكوفة بمحافظة النجف أن الزوجين أردا ان يكسرا حالة الرتابة والاجواء الصاخبة التي ترافق حفلات الزفاف الحديثة، مؤكدا أنها مبادرة جميلة ومحاكاة لطيفة للماضي. وأشار عبود إلى أن نسبة الإقبال على الزواج في العراق أصبحت ضعيفة في الوقت الحالي، بسبب ارتفاع تكاليف الزواج التي قد تصل في أحسن الأحوال إلى قرابة ثلاثة ملايين دينار، وهو مبلغ لا يستطيع الكثير من الشباب العراقي تدبره، في ظل ارتفاع نسب البطالة وانعدام فرص العمل.