حسنا فعلت حكومتنا الرشيدة عندما قننت وحددت (الكوتا) أي العدد للمعتمرين من الخارج والداخل إلى أن ينتهي مشروع التوسعة العملاق. وبما أنه سبق لي أن أديت ولله الحمد العمرة مرة واحدة في حياتي، فقد آليت على نفسي ألا أكررها مرة أخرى، مفسحا المجال لمن لم يؤدها وجاء متحملا المشقة من كل فج عميق. لهذا منعت بعض أهل بيتي عندما أرادوا أن يكرروها قائلا لهم: إن هذا لن يتم حتى ولو على جثتي، وعندما شاهدوا عيني الحمرا انصاعوا لأمري مرغمين وهم يرفعون أكفهم للسماء، ولا أدري إلى الآن هل هم كانوا يدعون لي أم يدعون عليّ؟! ومع ذلك، قدر لي أن أذهب في منتصف رمضان إلى مكةالمكرمة للالتقاء برجل يقطن في الطابق العلوي من (برج الساعة)، من أجل الاتفاق على عمل بيني وبينه. وعندما أذن المغرب والتمرة في يدي فتحت فمي متحمسا وفرحا والتقمتها سريعا، ولكن وما إن حانت مني التفاتة من خلال النافذة، وإذا بي أشاهد الشمس على حافة الأفق لم تغرب بعد، ووقعت فعلا في (حيص بيص). ومع ذلك، ما زال ضميري غير مرتاح، خصوصا بعد أن عرفت أخيرا من قراءتي للقاء صحفي مع الدكتور (عبدالعزيز باصره)، وهو رئيس العلوم الفلكية في جامعة الملك عبدالعزيز، عندما أكد أن الفارق بين الطابق السفلي لذلك البرج وبين الطابق العلوي هو ثلاث دقائق، على أساس أن كل (125) مترا ارتفاعا تقابلها دقيقة واحدة كفارق توقيت. واعتبر عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور (محمد النجيمي) في حديث له: أن قضية التوقيت واختلاف الإمساك والإفطار في برج الساعة في مكةالمكرمة يعتبر (نازلة) من النوازل الفقهية تحتاج إلى درس وتأكد، واقترح جلسة للاستماع من الفلكيين والجغرافيين والمهندسين حول هذا الأمر، إلى جانب الشرعيين وتداول الآراء في ذلك، وعرضها على المجامع الفقهية لإصدار الحكم في ذلك، بدلا من الاجتهادات الفردية - انتهى. وإنني والله (اتحرقص) الآن لكي أعرف، هل يلزمني القضاء، أم أن صيامي كان جائزا، وأن التمرة التي التقمتها سريعا لم تكن والعياذ بالله جمرة من نار استقرت في معدتي!! ولكن لدي اقتراح وجيه: ما رأيكم لو أن ذلك البرج أغلق نهائيا كل النوافذ المطلة على الغرب؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة