حالة قلق تسود مرضى جازان بعد حريق المستشفى العام، واستغل رواد بعض المواقع الإلكترونية حالة القلق لبث بعض الأخبار المغلوطة، وارتكزت عوامل القلق في ضعف تدابير السلامة في بعض المستشفيات وتدني حالة مخارج الطوارئ وإغلاقها بلا مسوغ، وهو الأمر الذي يتحدث عنه بقلق المرضى والمراجعون على حدء سواء. ويصف الدكتور محمود شلبي المختص في برامج السلامة والصحة المهنية بعض أوضاع المستشفيات بأنها «تحرق أعصاب المريض وأسرته. كما تهدد من هم داخل غرف العمليات والعناية المركزة، حيث يصعب تحريك وإجلاء هؤلاء من مكان إلى آخر لخطورة أوضاعهم الصحية، فضلا عن أن التعاطي مع الحرائق يحتاج إلى كوادر مؤهلة». «عكاظ» جالت أمس في مستشفى الملك فهد المركزي، ورصدت قلق مرضى ومراجعين على خلفية فاجعة الخميس. ولم تخفف مخاوفهم جولات سريعة لبعض الكوادر الفنية على غرفهم للتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية. إذ حرص الفنيون على ذلك عقب الفاجعة التي طالت المستشفى العام. وأشار مرضى أن إدارة المستشفيات طلبت منهم فصل التيار عن كل الأجهزة المساندة خشية حدوث شيء في ظل قلة تدابير السلامة والتجاوز عن صيانة الموجودة منها. ويقول ل«عكاظ» إبراهيم سالم، المرافق لأخيه، إنه رصد مفاتيح كهربائية متعطلة وأخرى مكشوفة بلا أغطية، معتبرا ذلك سببا محتملا لأي حادث مماثل لما حدث في جازان. ويتفق معه سلطان أحمد، ويضيف أن بعض المستشفيات لاتزال تفتقر إلى الكثير من أعمال الصيانة، مبديا دهشته من وجود مفاتيح كهربائية وأسلاك عارية في بعض غرف التنويم والمكاتب الإدارية بالمستشفى فضلا عن أن بعضها تعمل بنصف إضاءة بسبب خلل التوصيلات على حد قوله. ويتساءل سلطان عن تأخر أعمال الصيانة في مرافق حيوية كالمستشفيات وسوء مخارج الطوارئ وإشغالها بعمليات الدخول والخروج الاعتيادية. يعود مكي أحمد إلى الحديث ويضيف أنه برغم الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات إلا أن معظم الإدارات ومنها المستشفيات تفتقر لأجهزة وأدوات السلامة الضرورية وسوء صيانتها وجهل الكثيرين بأسرار التعامل معها. أما عبدالله عيسى وناصر خلوي وعبدالرحمن عقيل فاستغربوا تصرف بعض إدارات المستشفيات بإغلاق مخارج الطوارئ، وقالوا إن مخارج الطوارئ في معظم المستشفيات لا يتم رفع الأقفال عنها إلا أثناء زيارة مسؤولين من وزارة الصحة لقياس درجات الجودة النوعية، أو عند حضور لجنة الدفاع المدني. ويتحدث هؤلاء أيضا عن افتقار معظم مستشفيات المنطقة إلى مضخات الإطفاء ونقص واضح في عدد طفايات الحرائق ووضع أثاث مستخدم على سلالم الطوارئ. ودعا المتحدثون الجهات المعنية إلى حسم مثل هذه التجاوزات وإلزام كل المباني الصحية بالخضوع للكشف الدوري ومراجعة تدابير الأمن والسلامة ووفرة كل معينات الإطفاء.. وهي محاور لا تهتم بها معظم مستشفيات المنطقة طبقا لأقوالهم.