لا يكاد يخلو شارع من شوارع محافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان، من رداءة السفلتة التي تعيق حركة السير وتلحق الضرر بالمركبات؛ ما يدفع قائديها إلى توخي الحذر، واستمرار المطالبة بتدخل الجهات المختصة. «عكاظ» وقفت على الكثير من طرقات المحافظة، حيث أعاد الأهالي سوء السفلتة لعدة عوامل، أهمها مشاريع البنية التحتية، وأعمال الصيانة المتكررة التي تفتقر للتنسيق المباشر بين الجهات المعنية، الأمر الذي يعرض الشارع لإزالة طبقاته الأسفلتية أكثر من مرة، إلى جانب غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة وخاصة البلدية التي ترى كل شيء ولا تسمع لشكاوى المواطنين، على حد قولهم، بل زادوا على ذلك بالتأكيد أن البلدية «لا تعترف بزيادة عدد السكان في المحافظة، من خلال عدم مواكبة الخدمات لواقع النمو السكاني»، مشيرين إلى نقص الخدمات الواضح منذ أكثر من عقدين. سفلتة من 20 عاما يقول غازي الغنام إن البلدية سفلتت شارعا رئيسيا قبل أكثر من 20 عاما، ولم تستكمل البلدية سفلتة الشارع نفسه، رغم أن طوله لا يتجاوز كيلومترين، وهو طريق الملك سلمان الذي لم يتغير اسمه، ولا يزال باسم «الأمير سلمان»، وهو يربط الأحد بالسوق الشعبي. وأضاف: «كان الجزء المسفلت في ذلك الوقت كافيا، ويخدم معظم منازل المحافظة حيث كان عدد السكان والمنازل قليلا، وعادوا لسفلتته، ثم ذهب الأسفلت لرداءته ليعود الأسفلت القديم»، مؤكدا أن حيه خلال ال20 عاما الماضية زاد عدد سكانه، ولقربه من الطريق العام أصبح واجهة لسكان المحافظة، فتمددت الأحياء واتسعت رقعتها العمرانية. وذكر الغنام أن البعض من السكان أنشأ استراحات هناك، كون الجهة الغربية تطل على الوادي وتنتشر المزارع، التي يهرع إليها المواطنون كلما أرادوا قضاء بعض الوقت بعيدا عن الضجيج، وأضاف: «لكن يبدو أن البلدية لم تر هذا التطور، أو أنها لا تعترف بالنمو السكاني في المحافظة». مصائد للسيارات وتعتبر أحياء الواسط والعمارية والميزاب، بحسب الإعلامي صالح الديواني، هي الأقرب وتقع في قلب المسارحة، ومع هذا تفتقر من وجهة نظره للخدمات البلدية. وقال: «الشارع الرئيسي في المدينة لا يتجاوز طوله كيلومترين، حيث لا يبعد الحي كثيرا عن طريق الملك سلمان الذي يربط المسارحة بسوقها الشعبي، ومع هذا فإن الطبقة الأسفلتية بفعل الزمن وهطول الأمطار أصبحت مهترئة، وتشكل مصائد للسيارات كونها مليئة بالحفر التي تلحق الضرر بالمركبات». مشاكل الإنارة ويرى كل من فهد الغنام وعلي قحل، أن عدم وجود أرصفة ومسارات لمياه الأمطار عجل باهتراء الطبقة الأسفلتية، وأكدا حاجة طريق الأحياء لإعادة السفلتة وإيجاد مساريب ومسارات تمنع وصول المياه للأسفلت، مع عمل حماية له من أجل إطالة عمره الافتراضي. كما يشير طارق علي إلى أن السير في طرقات المدينة ليلا، خصوصا لمن يريد الانتقال من أطراف المدينة إلى المسجد أو العكس أو عندما يذهب بعض مربيي الماشية نحو المزارع ليلا، يحتم الالتجاء لظلام بلا نهاية، مطالبا البلدية بإنارة كامل الشوارع، مؤكدا أن الإنارة لا تشمل حاليا جميع أجزاء المسارحة، مبينا أهمية وجود أرصفة على جانبي الشوارع؛ ما يمنح المكان شكلا جماليا مناسبا، وهو أمر تفتقر إليه المحافظة. الغبار.. وقطع الغيار وشكا أحمد قحل وعلي ناصر وأحمد بن عبدالله، من الغبار المتطاير من الشوارع غير المسفلتة، وهو ما يشكل معاناة للأهالي. وقالوا: «سقوط المركبات في الوحل أصبح أمرا اعتياديا، وأصبحنا أسرى للورش وقطع الغيار بفعل رداءتها، كما أن الشوارع الترابية تزيد من معاناة مرضى الربو والحساسية». كما أكد إبراهيم قحل أن الجزء المسفلت من الشارع الرئيسي، لا يخدم أكثر من عشرة منازل، فيما السواد الأعظم من المنازل يقع على شوارع غير مسفلتة، مشيرا إلى اضطرار أصحابها للسير في طرقات ترابية. البلدية: حسب الأولوية والإمكانات من جهته، دافع رئيس بلدية المسارحة المهندس سلمان الفيفي عن مشاريع البلدية، وأوضح ل «عكاظ» أن المنازل غير المخدومة بالسفلتة، تم بناؤها لاحقا. وأضاف أن هناك أحياء أخرى تحتاج أن تضعها البلدية ضمن أولوياتها، كونها لم تخدم نهائيا بعكس بعض الأحياء البعيدة عن المحافظة، وقال: «هذا لا يعني أننا لن نستكمل سفلتة الشوارع الداخلية للمحافظة»، مؤكدا أنها ستخدم حسب الأولوية والحاجة الماسة والإمكانات المتاحة.