عشرات الجنسيات ممن تختلف طبائعهم ولغاتهم وسحناتهم يجتمعون على صعيد واحد بعد أن توحدت قلوبهم في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة.. لكل طبيعته ومزاجه في المأكل والملبس ولغته الخاصة، فمنهم من يعد طعامه بنفسه وفيهم من يشتري الوجبة الجاهزة وهناك من أحضر طعامه من بلاده وهناك من شغف بالتسوق. بهارات آسيا «عكاظ» تجولت في مساكن الحجاج وكانت البداية بحي العزيزية الذي تقطنه النسبة الأكبر ولفت الانتباه عدد من الإندونيسيين والماليزيين يخرجون ويدخلون من مسكنهم فسألنا أحد العاملين فأوضح أن الحجاج الإندونيسيين يحرصون على أداء الصلوات الخمس في المسجد الحرام حيث يغادرون الموقع قبل الصلاة بساعة كاملة. ويقول أحدهم واسمه أحمد أليس، إنه لا يشعر إطلاقا بالتعب في رحلته إلى الحرم الشريف وزار بعض الأماكن الأثرية في مكةالمكرمة مثل جبل النور وغار ثور. وعن الطعام الذي يحرصون على تناوله قال: نطبخ بأنفسنا في السكن وأحضرنا معنا الأرز الجاوي والتوابل والبهارات الآسيوية الحارة وفوجئنا بجالية إندونيسية كبيرة هنا ونحرص معهم على تناول الأرز والسمك بصورة يومية. الفلفل والكاري في مساكن حجاج الهند لا تخلو الموائد من الفلفل والكاري ويتخذون من أحياء جرول والمعابدة مساكن لهم ويشتري بعضهم الشباتي الباكستاني من مطاعم مكةالمكرمة فيما يختار الأفغان الجبال المحيطة بريع بخش وشعب عامر ويتنقل أغلبهم بأقدامهم ومأكولاتهم لا تخلو من الفطير والتميس والبصل. مشويات تركيا قريبا من مساكن الإندونيسيين يقطن عدد من الأتراك في مناطق الششة والروضة والمعابدة إذ يؤدون صلواتهم في مساجد مكةالمكرمة وتتركز وجباتهم على المشويات والأرز والفواكه. ويحرصون على وجبتين في اليوم إفطار وعشاء ويكتفون بالفواكه في الغداء والأتراك لا يطبخون بأنفسهم ويعتمدون في غذائهم على متعهد يتولى المهمة. أما الإيرانيون فيسكن بعضهم في حي العزيزية وآخرون في الهجرة ويحرصون على تناول الكفتة والكبيبة وأرز العنبر ولا تخلو وجباتهم من الزعفران مع حرصهم على شراء السجاجيد والسبح والعطور وألعاب الأطفال. عصيدة وسيبرية شارع المنصور والأحياء القريبة مثل حارة اليمن وشارع الستين يتخذه الأفارقة سكنى لهم وهم من دول النيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو ومالي ويحرصون على أداء الصلاة في المسجد الحرام يذهبون إليه سيرا على أقدامهم وينتشر في محيط مساكنهم أناس من ذات الجنسيات يبيعون لهم الأكلات الشعبية الأفريقية مثل العصيدة والسيبرية وغيرها وأحيانا يطبخون بأنفسهم في مقار سكناهم. فول وطعمية أما الحجاج العرب فيتركزون في جرول والزاهر والقشلة والقبة والنزهة والرصيفة وتتقاسم موائدهم الرغيف والفول والطعمية والملوخية فيما يتناول المغاربة والجزائريين الأرز المطبوخ في مقار السكن أما حجاج أوروبا القاطنون في حي العزيزية فهم يتعلقون بالمسجد الحرام ويخدمهم متعهدون في الطعام فيما يتكثف السنغافوريون وبعض الخليجيين في فنادق المنطقة المركزية. ولا ينسى حجاج روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ولعهم بالتجارة والتسوق حيث يتنقلون بين الأسواق لبيع وشراء كل ما يرونه مربحا لهم عند عودتهم فضلا عن تجارتهم المعروفة في الأجهزة الإلكترونية والأدوات المنزلية.