القى فضيلة الشيخ إبراهيم التركي درسه اليومي المعتاد بعد صلاة الفجر، في الجهة الشرقية للحرم النبوي الشريف، وكان موضوعه الدعاء ووجوب توجهه إلى الله وحده لقضاء حاجة المسلم. الشيخ التركي شرح فضل الدعاء، وقال إن فضل الدعاء عظيم وذكر قول الله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، كما ذكر أيضا قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، فتدل هاتان الآيتان على لطف الله بعباده ومحبته لهم، فالله وحده القادر على إجابة الدعاء. ثم أشار الشيخ التركي إلى أن الدعاء كأي عبادة يتقرب بها المرء إلى الله. كما ذكر التركي شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة، وهي الإخلاص لله تعالى بالدعاء، وأن يبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك، والجزم في الدعاء واليقين بالإجابة والاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها ولا يدعو بإثم أو قطيعة رحم. وقام الشيخ التركي بذكر الأوقات التي يفضل فيها الدعاء، وهي الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الأذان والإقامة وفي السجود وأدبار الصلوات المكتوبة وعند نزول الغيث وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة ودعاء يوم عرفة وعند الجهاد. وبين الشيخ التركي أسباب عدم إجابة الدعاء ومن هذه الأسباب أن يكون في الدعاء عدوان على المسلمين فهو دعاء لا يحبه الله، وعدم يقين المرء بالإجابة، ومن أكل الحرام ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. وبين فضيلة الشيخ التركي صيغة الدعاء فقال ليس للدعاء في الإسلام صيغة محددة فكل عبد يدعو بما يشاء ويتقرب إلى الله بفنون الدعاء وطرائقه، فمنهم من يدعو الله شعرا ومنهم من يدعوه نثرا ومنهم من يختار كلماته ويتكلف فيها ومنهم من يدعوه بكلمات سهلة عامية، وكلا حسب بيئته وعلمه وقدرته. واختتم الشيخ التركي حديثه قائلا، ينبغي على المرء العمل بالأسباب ولا يعتمد على دعائه في طلب المنفعة له دون العمل بالأسباب كمن يدعو الله الرزق وهو في بيته ومن يطلب الجنة وهو مقصر في الطاعات، ويضيف لا بد أن نبذل الأسباب ليتقبل الله دعاءنا. وفي نهاية الدرس استمع فضيلة الشيخ التركي لجميع أسئلة المعتمرين والزوار وطلبة العلم وأجاب عنها.