تتميز العين عن باقي اعضاء الجسم المكشوفة بأنها رطبة دائما وذلك من خلال إفرازات منتظمة تكسو سطح العين بطبقة من الدموع والتي لها فوائد كثيرة من حيث تسهيل تنفس القرنية والحفاظ على العين من الميكروبات وإذابة بعض الشوائب العالقة في الجو وهذه الدموع تنتج في صورة مستمرة على مدار اليوم من خلال غدد مخصوصة وهي الغدد الدمعية ويصرف الزائد منها عن طريق قنوات ومجاري دمعية توصلها إلى تجويف الأنف ثم البلعوم والمعدة. ما الأعراض التي تصاحب انسداد مجرى الدموع؟ عند الصغار حديثي الولادة تكون القناة الدمعية غير مكتملة التجويف أحيانا وتكون نهاية القناة الدمعية الموصلة للأنف مسدودة بغشاء مما يتسبب في نزول الدموع بصورة مستمرة من العين وحدوث التهابات متكررة بالكيس الدمعي أو الملتحمة نتيجة لركود الإفرازات الدمعية نتيجة للانسداد. لاداعي للقلق فأكثر من 90% من الأطفال يحدث عندهم شفاء تلقائي بإذن الله خلال السنة الأولى. وهنا يأتي دور الوالدين فبعد العرض على استشاري العيون يكون واجب الأم هو عمل تدليك ( مساج) للكيس الدمعي حتى يساعد على سرعة فتح الغشاء الذي يغلق القناة الدمعية وعليها أيضا تنظيف العين بصورة مستمرة حتى لا تحدث اي التهابات ميكروبية كما يجب عليها أيضاً إعطاء الطفل العلاج المقرر من الطبيب في حالة حدوث التهابات. وماذا عن ال10% الذين لا يحدث لهم تسليك تلقائي؟ هنا دور رابع للأم حيث يجب عدم التأخر في عرضه على طبيب العيون وذلك كي يجري له عملية تسليك بسيطة والتي بفضل الله تؤدي إلى علاج ناجح بنسبة تفوق 90% من المرة الأولى. وماذا لو لم تنجح العملية من المرة الأولى؟ يمكننا المحاولة مرة أخرى ولو لم تستجب ففي هذه الحالة قليلة الحدوث نلجأ إلى تركيب أنبوب مؤقت داخل القناة الدمعية لمدة 3-6 أشهر وذلك بعد بلوغ الطفل عمر عام ونصف, وبذلك يتضح ان النسبة الاكبر تشفى في أول عامين من عمر الطفل ومن هنا يتبين أهمية وعي الأم والأب في العرض المبكر على الطبيب المختص. هل من الممكن ان لا تستجيب العين بعد كل هذه المحاولات ؟ نادراً جدا وفي هذه الحالة نتدخل كما نتدخل في حالات الكبار ويستحب ان ننتظر لما بعد سن ثلاثة أعوام حيث نجري عملية لتوصيل الكيس الدمعي بالتجويف الأنفي مع زرع انبوبة مؤقتة وماذا عن الكبار ؟ السبب الاكبر لانسداد المجرى الدمعي عند الكبار هو الإصابة بالتهابات مزمنة ومتكررة للكيس الدمعي والقناة الدمعية حيث ينتج عنها الانسداد. وكيف العلاج؟ في البداية نؤكد على ان السرعة في العرض على الطبيب وعدم الإهمال يعتبران عنصرين مهمين في التقليل من احتمالات الاحتياج للتدخل الجراحي حيث يكون العلاج المبكر مدعاة الى عدم حدوث تليفات والتصاقات ومن ثم الانسداد. يكون التدخل الجراحي هو الحل البديل في حالة الانسداد الكامل او الانسداد الكبير وذلك من خلال عملية لتوصيل الكيس الدمعي بالتجويف الأنفي مع زرع انبوبة مؤقتة وتتجاوز نسبة النجاح في هذا النوع من العمليات نسبة 90% أما في حالة عدم رغبة المريض في اجراء العملية فيكون الحل حينئذ هو متابعة العلاج لكل التهاب يحدث للكيس الدمعي ولكن هذا القرار له مخاطره وهي ان الكيس الدمعي يتحول الى بؤرة صديدية ومصدر لتلوث العين قد يعيق عمل عمليات أخرى نحتاج اليها مثل عمليات المياه البيضاء او الليزك وغيرها حيث نخشى من ان تتمكن الميكروبات الراكدة في مجرى الدموع من اختراق انسجة العين ومن ثم إفساد العملية دائما نقول الوقاية خير من العلاج والعلاج المبكر يقي من المضاعفات، واستشارة الطبيب المتخصص واتباع تعليماته هي حجر الزاوية لتجنب اي تعاظم للمرض, متعنا الله وإياكم بنعمة البصر ووقانا سائر الأمراض. * استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الأطباء المتحدون