أكتب للمرة الثانية اعجابا بنتائج الحملات التي تقوم بها بعض أمانات المدن والمحافظات، ومنها أمانة العاصمة المقدسة وأمانة محافظة جدة للتأكد من توفر شروط النظافة وسلامة الأغذية المقدمة من قبل المطاعم، سواء من حيث المواد الغذائية المستخدمة في صناعة الوجبات وأنها سليمة صالحة للاستهلاك الآدمي أم من حيث طرق التحضير ووسائله، وأنها طرق جيدة تستخدم فيها أجهزة نظيفة وتتوفر بها جميع الشروط الصحية، وسبب إعجابي بنتائج تلك الحملات التي قامت منذ شهور ولم تزل قائمة ونشطة، أنها لم تنبهر بالأسماء الشهيرة للمطاعم الكبيرة، بل وضعت شروطا ومقاييس صحية وبيئية محددة، ثم راحت تطبقها بلا هوادة على جميع المطاعم، ولذلك قرأنا في الصحف عدة أخبار عن إغلاق مطاعم شهيرة في المدينة والمحافظة لم يكن أحد يتوقع وجود خلل في تطبيق الشروط الصحية بها، فهناك مطاعم اكتشف مفتشو الأمانتين أن مستودعاتها مليئة بالقوارض والزواحف التي شدها لغزو تلك المستودعات والتوالد فيها وجود مواد غذائية متنوعة خزنت بغرض استخدامها في صناعة الوجبات الغذائية فكانت تلك القوارض والزواحف تقتات عليها بعيدا عن عيون مرتادي تلك المطاعم التي يرون فيها كل مظاهر النظافة والفخامة مثل أم الخلاخل والبلا من الداخل. ونشر في الصحف أيضا صور مطاعم صغيرة يقوم عمالها بإعداد اللحوم وتهيئتها للطبخ في «بانيو» الاغتسال وسط حمام في منظر يسبب الغثيان لمن يتصور أنه أكل من طعام تلك المحلات، وهناك مطاعم تقوم حسب ما نشر بوضع الأطعمة على الأرض لفردها وتجهيزها قبل نقلها للأفران أو المطابخ، وتكون تلك الأرض ممرا لنعال العمال فتنتقل إلى الأطعمة جميع ما في أرض المطعم من ميكروبات ومنها إلى بطون الآكلين. ولكي تثبت الأمانات أن هدفها هو الاصلاح والارتقاء بمستوى النظافة والشروط الصحية فإنها تكتفي بالإغلاق المؤقت للمطاعم المخالفة وتكليف أصحابها بتطبيق تلك الشروط لإعادة استئناف المطاعم المغلقة لنشاطها، وذلك يدل على رقي تعامل الأمانات مع أصحاب المطاعم ومشروعية ما تسعى إليه من أهداف، ومع ذلك فقد تجد من أصحاب المطاعم من يترك أصل المشكلة وهي وجود مخالفات للشروط الصحية في مطعم قد يؤدي استمرار وجودها إلى أخطار على صحة من يشتري منتجاتها الغذائية، ويحول المسألة إلى خلاف شخصي مع من سجل صورة للمخالفة، مع أن المثل الشعبي يقول: «امش صح يحتار عدوك فيك»، وصدق الله عز وجل إذ يقول في محكم كتابه «أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم».