لم يتبادر إلى مخيلة الشاعر الغنائي الدكتور سعود الشربتلي أن يوم ميلاد نجله وابنته، سيكون نقطة التحول في حياته، وسيقوده إلى عالم الشعر، عندما قدمت له دعوة لحضور حفلة للفنان طلال مداح «رحمه الله» بمدينة الضباب «لندن». وقال: «طلبت منه آنذاك أن يغني لي أغنية خاصة من كلماتي لابني بمناسبة يوم ميلادهما، فرحب بالفكرة وشجعني على أن أكتب له، وبالفعل كتبت قصيدة أخذت مني 3 أشهر متواصلة، أمزق فيها الأوراق، حتى انتهيت منها، واخترت لها عنوان «خلصت القصة»، وأعجب بها، وقام بتلحينها وغنائها. وعن بداياته في كتابة الشعر أضاف: «أول محاولة كانت في المرحلة الابتدائية، بعد أن كتبت شعرا بعنوان (يا هاجرة)، كان يفتقد لمعاني ومفردات اللغة العربية الفصحى، ووزن وبحور الشعر، وبعد أن انتقلت للمتوسطة، كان يوجد أستاذ اللغة العربية (يحيى موسى) أخبرته بمحاولاتي في كتابة الشعر، فشجعني ونصحني ببحور الشعر للخليل بن أحمد، وأن أقرأ لبعض الشعراء مثل الأصفهاني، ونزار قباني، كي أتعلم اللغة العربية الفصحى، والوزن والمفردات اللغوية». وأفاد أنه كان يحلم منذ طفولته أن يصبح صحفيا ناجحا، خاصة بعد بروز مواهبه في المرحلة الثانوية، سواء من خلال كتاباته في المجلة الشهرية للمدرسة، أو إجراء بعض المقابلات مع زملائه في المدرسة، يسألهم فيها عن طموحاتهم المستقبلية، وحياتهم العملية والعلمية، ولكن سرعان ما تبخر هذا الحلم واتجه للتجارة، وكتابة الشعر الغنائي. وبين أنه يحن كثيرا لزملائه في الطفولة، وتجاذب أطراف الحديث معهم، حول شؤون الحياة، مستذكرا دراسته في المرحلة الابتدائية بمدرسة روضة المعارف، حيث كانت في تلك الفترة «مختلطة» بين الأولاد والبنات، ويطغى عليها التنافس الشريف، ودائما ما تكون البنات هن المتفوقات، أما المرحلة المتوسطة في مدرسة «اليرموك»، كانت بالنسبة له حياة جديدة، بدأ فيها محاولاته الفعلية في كتابة الشعر ولكن بدون جدية، وبعد أن انتقل إلى الثانوية التي درسها في «الشاطئ» كان مديرها في ذلك الوقت جميل عبدالجبار، برزت فيها مواهبه «الكتابية» من خلال تفوقه في مادة «التعبير»، وكانت هذه المرحلة بالنسبة له مهمة جدا لتحديد مستقبله العلمي، بعد ذلك التحق بجامعة الملك عبدالعزيز، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية التجارة تخصص «إدارة أعمال»، ومن ثم الدكتوراة الفخرية من جامعة «كامبردج» البريطانية.