نفى عميد كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور محمود شاهين الأحول وجود ازدواجية في عمل القطاعات الصحية في المملكة، مؤكدا في الوقت نفسه أن التطبيق الصحيح للجودة في القطاعات الصحية يوقف هدر الساعات والازدواجية. ودعا الدكتور الأحول إلى ضرورة مكافحة السمنة في المجتمع واعتماد برامج الرياضة لتقليص الأمراض المرتبطة بالبدانة، وقال إن المشي ولو لنصف ساعة يوميا كفيل بإبعاد شبح الأمراض عن الإنسان، لافتا إلى أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي شهدت مرحلة انتقالية أسهمت في عوامل سلوكية هامة متصلة بالنمط الغذائي وقلة النشاط البدني أدت إلى زيادة الوزن والبدانة، وبالتالي زيادة معدلات الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان، إضافة إلى ذلك التحضر المتزايد باطراد مع ما يخلفه من آثار اجتماعية واقتصادية. وعن مرض السرطان، قال «السرطان أصبح مرضا قابلا للشفاء بحمد الله ويمكن الوقاية منه والكشف المبكر عنه والتقليل من خطورته وعلاجه بفاعلية، والآن أصبح مريض السرطان قادرا على أن يعيش حياة طبيعية فينجب ويعلم ويتعلم ويعمل ويحيا كغيره، وأن التسلح بالإيمان ضرورة والرضاء بقضاء الله وقدره»، مؤكدا أن السرطان سيصبح تاريخا فقط باكتشاف العلاجات الفعالة، والتي تقضي عليه، ويكون كالأمراض الأخرى. وعن ارتفاع نسب سرطان الثدي في المملكة وطرق الوقاية منه، قال: «لا تزال الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بسرطان الثدي غير معروفة، ولكن تمكنت الأبحاث من تحديد عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، ومن بينها الناحية الوراثية والتقدم في السن ونمط الحياة وأثره في ظهور سرطان الثدي، وزيادة الوزن واستهلاك الدهون الغذائية وعدم ممارسة النشاطات الرياضية، وتشير دراسات عديدة إلى أن اكتشاف سرطان الثدي ومعالجته في مراحله المبكرة يزيد من فرص العلاج التام، وأن حوالي 95% تقريبا من النساء اللاتي يتم تشخيصهن في المراحل المبكرة من الإصابة بسرطان الثدي سيتمكن من مقاومة المرض لأكثر من خمس سنوات بعد اكتشافه والشفاء منه، ونتيجة لذلك، يوصى العديد من الأطباء بأن تقوم النساء بإجراء فحص ذاتي شهري بالمنزل، بينما ينادي البعض بضرورة إجراء فحص سريري سنوي يستهدف اكتشاف الأورام في الثدي. ويتم اكتشاف كثير من حالات سرطان الثدي عن طريق النساء أنفسهن، والتي كثيرا ما تكون في شكل كتلة صغيرة ثابتة، وفي معظم الحالات تكون الكتلة غير مؤلمة. وأشار إلى أهمية تطبيق محورين في الشأن الصحي لتجنب العديد من المخاطر الصحية، وهما: الأول الوقاية الأولية من الأمراض من خلال تقليل انتشار الوزن الزائد والسمنة، زيادة نسبة الممارسين للنشاط البدني، تعزيز الحمية الغذائية الصحية، خفض معدلات استخدام التبغ، تقليل التعرض للعوامل البيئية التي تؤدي للأمراض، إنقاص الإصابة ببعض الفيروسات، رفع مستوى الوعي الصحي، والمحور الثاني الوقاية الثانوية من الأمراض من خلال الكشف المبكر. وعن تطوير المستشفيات السعودية وأهميه تطبيق الجودة العالمية، أوضح أن أهمية الجودة تكمن في الحاجة المتزايدة لتقديم رعاية فعالة ومناسبة، والحاجة لتطبيق معايير للتقليل من التفاوت في مستوى الخدمة، وضرورة تخفيض النفقات، ومواكبة المؤسسات الصحية المتميزة، الحصول على الاعتماد من قبل هيئات الاعتماد، والحاجة للتعرف على احتياجات المريض وتوقعاته والالتزام بها، وأيضا المنافسة والتحسين المستمر للخدمات المقدمة، مؤكدا أن التطبيق الصحيح للجودة في القطاعات الصحية يوفر النفقات ويوقف الهدر والازدواجية وإعادة العمل.