الله وحده يعلم كم أنفقت الدولة على المواطن السعودي (سامي فهد العصاري) عندما ابتعثته إلى كوريا، حيث حصل على شهادة استشاري الجراحة العامة، وجراحة أورام القولون والمستقيم بالروبوت، والمناظير، واضطرابات الحوض، وعندما عاد إلى وطنه ليضع علمه، وتخصصه الدقيق، في خدمة بلده ومجتمعه، فوجئ بأن 22 مستشفى ترفضه!! وهو الذي أجرى 16 بحثا علميا محكما، و150 عملية جراحية عالمية، أليس هذا المواطن كنزا من الكنوز النفيسة ؟ كدت أخرج من طوري، وأنا أقرأ هذا الإجحاف الذي قوبلت به «عملة نادرة»، ولكن بكل أسف هذا واقع فمن يتحمل وزره ؟ أما الأسباب التي تذرعت بها بعض المستشفيات فهي كما قال «عدم وجود وظيفة شاغرة، وعدم توافر ميزانية، لتأمين الأجهزة اللازمة» لقد عمل (سامي) وفق أنظمة وقوانين علمية معرفية، ومن المؤلم أن يحط رحاله في بلده، ليجد هذا الصد والتجاهل، من مستشفى الدمام التخصصي، ومن مدينة الملك فهد الطبية التي كما قال: «رفضوا الاعتراف بالزمالة من كوريا، رغم أن وزارة الصحة والهيئة السعودية تعترفان بها، ويجري حاليا ابتعاث 100 طبيب سعودي إلى كوريا، والمجال مازال مفتوحا للابتعاث». *** من الإحباط أن يعود «سامي» ليجد الأبواب مغلقة في وجهه، بينما لو كان في مجتمع آخر، لتقاطرت عليه المستشفيات تحييه وتحتفي به، والحياة لا فشل فيها، إذا صدق الإنسان في كفاحه، ولكي لا أتجنى على أي جهة أنقل ما قاله سامي: «إن العمل في وزارة الصحة، إما أن يكون عن طريق التشغيل الذاتي، أو عن طريق الخدمة المدنية، فبرنامج ديوان الخدمة المدنية يتم عن طريق جدارة، الذي قدمت عن طريقه، ولم يقبل تصنيفي بشهادة استشاري، وبذلك ألغي طلبي، ولم يتبق أمامي إلا التشغيل الذاتي، ولا توجد وظائف متاحة عليه الآن، كما تقدمت عن طريق التشغيل الذاتي في المستشفيات، كمدينة الملك فهد الطبية في الرياض، المتوافر فيها جهاز روبوت دون جراح يعمل جراحة روبوت القولون والمستقيم، وعرضت عليهم العمل لمدة شهرين، إلا أنهم رفضوا ذلك دون مبرر، أما الجامعات التي لديها مستشفيات متخصصة، فتنوعت تبريراتها ومنها: أن عمليات الروبوت ليست من أولياتها، أو لعدم وجود وظائف شاغرة، أو ميزانيات مرصودة». *** لي أمل كبير في الجهات المسؤولة أن تحل هذه المشكلة، وأكره أن أقول: قد يكون «سامي» في طر يقه إلى خارج مجتمعه، فلا تلوموه، ولوموا الطرق التي سلكها حتى صار خارج الخدمة!!.