للمواطن قيمة وأهمية أينما تواجد، وتتضاعف هذه القيمة حين يكون مستغيثا بأهله ووطنه وهو في الغربة أو في حالة مرض، وإذا اجتمعت الغربة والمرض يكون لازما علينا جميعا إغاثته بالمناصرة ورفع الصوت باحتياجه إلى الجهة المعنية. والمواطنة أم كايد الحربي هي الآن بحاجة أن نلتفت إليها جميعا، وهي امرأة تنام في مستشفى كليفلاند كلينك بولاية أوهايو بأمريكا دخلت في حالة متقدمة من الغيبوبة، ما دفع أطباءها المعالجين إلى اتخاذ قرار نزع الأجهزة عنها، كون قانون الولاية يجيز نزعها؛ لأن المريض يعتبر متوفى دماغيا.. ونحن هنا نؤمن بقدرة الله، فكثير من الحالات دخلت في مثل هذا الوضع ثم أفاقت، ولأن هذا الإيمان مترسخ في وجداننا رفض أبناء المرأة نزع الأجهزة عن أمهم، مناشدين الدولة (والتي مدت يدها بمعالجة المرأة على نفقتها) أن تستجيب المستشفيات بقبول حالة الأم، فالأمر أصبح متعلقا بقبولها فقط من أحد المستشفيات، بعد أن قامت الملحقية الصحية السعودية برفع أوراقها ومنح مستشفى كليفلاند كلينك فرصة محددة للبقاء على الأجهزة، ووافق الإخلاء الطبي على نقلها من أمريكا.. حدث كل هذا التعاون إلا أن مستشفياتنا ما زالت في حالة عدم وجود سرير!! ولأن المرأة كانت تعالج في مستشفى الملك فيصل التخصصي، فمن باب أولى أن يستجيب المستشفى للنداء ويوفر سريرا لهذه المرأة. وحين تحمل المقالة عنوان (مواطنة تنادي) هو تحفيز وتعميق لأهمية المواطن حين يجد نفسه في حالة ليس في يده فعل شيء سوى الاستغاثة بأهله وببلده، وإن لم يسعف من قبلنا، فماذا يعني حين أصرخ ولا أجد مجيبا. ولأن الحالة مستعجلة كان لا بد أن يستجيب وزير الصحة مباشرة مع النداء وتلبيته بتوفير سرير حتى ولو في المستشفيات الخاصة، فمثل هذه الحالات على الجهة المعنية التخلص من كل البيرقراطية؛ تلبية للنداء وإعطاء المواطن قيمة في أعين الآخرين.. فنحن نعلم أن كثيرا من المواطنين يمكن لهم توديع الحياة قبل أن يجدوا سريرا، وغض الطرف هنا لا يمكن فعله مع إنسان وجد نفسه في حالات عجز في الغربة والمرض وقانون يقر بقتل مريض ما زال معلقا برحمة الله. هي لن تعلم ما حدث إلا أن أبناءها سوف يتذكرون كل ما حدث لهم ويتناقلونه، فلا تخذلوا مواطنا استجار بنا.