أمير مكة يوجه بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة خزان الصرف الصحي

وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادثة غرفة المنهول الصحي بجوار أحد المراكز التجارية في شارع التحلية بجدة وأدت لوفاة طفل ووالده إثر سقوطهما فيها فجر أمس الأول والرفع لسموه بتقرير مفصل حول ملابسات الحادثة ووقائعها للنظر فيها ومحاسبة المتسبب في الحادثة كائنا من كان.
وقدم سموه عزاءه ومواساته لأسرة الفقيدين، وأعرب في اتصال هاتفي أجراه أمس مع عامر منشو شقيق المتوفى علي منشو عن أسفه وحزنه الشديد جراء ما حدث، سائلا الله للفقيدين الرحمة والمغفرة ولذويهما الصبر والسلوان.
يشار إلى أن لجنة التحقيق العاجلة التي وجه سموه بتشكيلها للتحقيق في الحادثة تتكون من مندوبين من إمارة المنطقة، أمانة جدة، شرطة جدة، إدارة الدفاع المدني بجدة، وستباشر اللجنة أعمالها اعتبارا من صباح اليوم السبت.
وكانت جدة قد شهدت الحادثة والتي ذهب ضحيتها طفل عمره خمس سنوات ووالده في الساعات الأولى من صباح أمس الأول وذلك بعد سقوط الطفل في خزان صرف صحي ولحق به والده في عملية إنقاذ أدت لوفاته.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني بالمنطقة العقيد سعيد سرحان أنه انتقل إلى رحمة الله تعالى طفل ووالده نتيجة سقوط الطفل في خزان صرف صحي ونزول والده في عملية إنقاذ لابنه، وتفيد المعلومات التي جمعها فريق التحقيق بالدفاع المدني بجدة أن الطفل كان برفقة والديه أمام أحد المراكز التجارية وأثناء سيرهم تقدمهم الطفل خطوات وتعثر في عتبة خاصة بفتحة خزان الصرف الصحي دائرية الشكل «مفتوحة» قطرها 90 سم تقريبا بينما تبلغ أبعاد الخزان 6×12م وبعمق يتراوح من 2م إلى 3م ليسقط الطفل أمام والديه ليسارع والده في العقد الثالث من العمر بالنزول خلفه محاولا إنقاذه ولم يكن لوالدة الطفل إلا طلب النجدة لإنقاذهما ليهرع إليها عدد من المواطنين محاولين نجدتها، وفي تلك اللحظات صادف مرور دورية أمنية توقفت على الفور وترجل منها رجل أمن سارع بالنزول إلى فوهة المنهل مخاطر بحياته ومحاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه واستطاع انتشال الأب الممسك لحظتها بابنه، ونظرا للمواد والغازات السامة التي تفقد الشخص القدرة على التحكم داخل خزان الصرف سقط الطفل من يد والده ليعود من جديد لتغمره المياه الآسنة داخل الخزان.
وأضاف: بعد انتشال الأب من قبل العريف الغامدي من الدوريات الأمنية أي في تمام الساعة 1:53 من صباح أمس الأول ورد البلاغ لغرفة عمليات الدفاع المدني بجدة وبادرت العمليات بتحريك فرقتي إنقاد من شمال ووسط المحافظة وفرقة الإنقاذ المائي وفرقة إسناد من اتجاهات مختلفة ونزل مواطن محاولا إنقاذ الطفل وبعد لحظات وصلت فرق الإنقاذ والإنقاذ المائي لموقع الحادث لتبادر بإنقاذ المواطن وإخراجه وإسعافه من قبل الهلال الأحمر ونقله إلى المستشفى، لتستمر عمليات البحث عن الطفل من قبل الإنقاذ المائي للدفاع المدني وتم العثور على الطفل ليتم انتشاله وإخراجه ونقله إلى المستشفى بعد إسعافه من قبل الهلال الأحمر وسبق ذلك نقل والده إلى المستشفى مع العريف ياسر الغامدي عن طريق الهلال الأحمر.
ونتج عن الحادث وفاة الطفل ووالده وإصابة العريف الغامدي من الدوريات الأمنية ومواطن تم إسعافهما ونقلهما من قبل الهلال الأحمر وحالتهما الصحية جيدة.
وكشفت أمانة جدة ملابسات سقوط الطفل المقيم ووالده في غرفة للتفتيش الصحي بشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، مشيرة إلى أن حفرة الصرف التي وقع فيها الضحيتان تتبع مركزا تجاريا.
وقال الناطق الإعلامي باسم الأمانة محمد البقمي: «تود الأمانة أن توضح أن الحادثة وقعت أمام أحد المراكز التجارية بشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز، حيث سقط الطفل في غرفة الصرف الصحي»، مضيفا: الغرفة يبلغ ارتفاع فوهتها عن سطح الأرض 50 سم تقريبا، وهي تقع داخل ملكية خاصة، ولا تخضع للإشراف أو المراقبة من قبل أمانة المحافظة؛ لأنها ضمن مسؤولية المركز التجاري الذي يملك المكان»، مشيرا إلى أن التحقيق في الواقعة يتم بمشاركة الجهات الحكومية المعنية، والأمانة تقدم واجب العزاء لذوي المتوفيين.
من ناحية أخرى، أصدرت هيئة حقوق الإنسان بيانا حول حادثة سقوط مواطن وطفله في حفرة الصرف الصحي، أكدت فيه ضرورة تقديم المسؤول عن الحفرة للمحاكمة سواء كانت هذه الحفرة ملكية خاصة أو عامة.
وقال البيان: «تتابع الهيئة بفرعها في منطقة مكة حادثة شارع التحلية، وتتواصل مع الجهات الرقابية والعدلية لمتابعة إجراءات تقديم المتسبب في الحادث للعدالة».
وأضاف «ستتابع الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية آلية الرقابة التي تطبقها أمانة كل مدينة للتصدي لمثل هذا الإهمال غير المبرر».
من جهة أخرى، قدم الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز تعازيه للكاتب والأديب محمد بن أحمد الحساني في وفاة كريمته التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى، وسأل سموه الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.