على بعد نظرة من الكعبة المشرفة ومن مصلى وقف الملك عبدالعزيز كان الشيخ «عبدالله بن منيع» عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي يلقي كلمة توجيهية ويجيب عن فتاوى المعتمرين. وفي مستهل كلمته تحدث ابن منيع عن أهمية استغلال ما تبقى من رمضان لاسيما وقد تناقصت أيام نصفه الثاني. وفي معرض الإجابة عن سؤال يهم شريحة واسعة من المسلمين وقد ثارت حوله كثير من الأقاويل والاعتراضات حول تبيين مصطلح السلفية في عصر غلب عليه التحزب وتعدد الملل وهل يجوز أن نجعل السلفية من هذه النحل والطوائف الإسلامية؟ خصوصا مع اتساع التنابز بالسرورية والإخوانية والقطبية والصوفية ونحوها.. فأجاب الشيخ أن «السلفية هي المحمدية فلا يجوز أن نخصها بملة معينة وهي من كان على ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا شك أن كل مسلم ناصح لنفسه وعقيدته لا يرتضي أن يوصف بغير السلفي». وأوضح ابن منيع: أن «السلفي لا يرجع إلى الشيخ فلان وإنما يرجع إلى ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه كما قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) فيجب أن نصحح معتقدنا عن السلفية فهي ليست نحلة لم تكن موجودة قبل مجيء الشيخ فلان أو أن يقال إنها وجدت بعد مجيء الشيخ ابن تيمية أو الألباني أو ابن باز أو ابن عثيمين فهؤلاء كلهم أئمة جزاهم الله خيرا اتجهوا الاتجاه السليم ونادوا بما كان عليه النبي وأصحابه». وأكد الشيخ أنه «لا يجوز لأحد منا أن ينتسب لغير السلفية» مضيفا: «حين نقول السلفية فإننا لا نقصد ما نراه الآن مع الأسف الشديد ممن يدعيها ومع ذلك ينظر أو يمثل الإسلام بدين الهمجية أو العصبية أو القسوة أو الشدة أو التسلط فوالله هذه ليست من الإسلام في شيء بل إن هذا دين الخوارج الذين استباحوا دماء صحابة رسول الله وأموالهم بدعوى أنهم يدافعون عن الدين أو يدعون إلى الدين فليست هذه السلفية وإنما هذا هو التنطع الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا. ونوه ابن منيع إلى تصحيح هذا المفهوم وأن نعرف أن «السلفية الصحيحة ليست نحلة جديدة وإنما هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه فأي نحلة أو مذهب لا يكون وفق ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فليس والله من الدين في شيء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» مضيفا: «يجب أن نتمسك بسنة نبينا وأن نصحح المفهوم السيئ الذي نسب إلى ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه فالسلفية هي الدين السهل «ما جعل عليكم في الدين من حرج» و «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر». ولفت ابن منيع إلى أن «التمثيل السيئ الآن للسلفية والموجود لدى بعض المنحرفين ممن ينظرون إلى السلفية على أنها حرج وتقشف وتعصب واعتداء ويرون العالم كله شريرا خبيثا يجب أن يقضى عليه» موجها إلى أهمية «التفريق بين السلفية الصحيحة وهي الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ولا ننسبها إلى شيخ مهما كان مبلغا وداعيا إليها، وبين السلفية المدعاة وهي الطريقة المبنية على التنطع وعلى الغلو والشدة وازدراء الناس ونحو ذلك».