ينظر الرياضيون إلى المدارس على أنها القاعدة الأساسية لصقل المواهب، لكنهم في مقابل ذلك مازالوا يرون فيها على وضعها الحالي مقبرة للكثير منهم، ولا تجدي نفعا عطفا على البيئة التي تنطلق من خلالها. ويظل اكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة ذا أهمية بالغة ولطالما كانت المدرسة المنوطة بهذا الدور، غير أن البيئة غير الجيدة في الوقت الحاضر حولت وجهة الاهتمام والشباب إلى الأندية التي أصبحت ملاذا لبعضهم، مع تراجع دور المدارس في هذا الجانب نتيجة البيئة غير الصالحة لها، بدءا من ملاعبها الترابية أو الصلبة وانتهاء بمناهج التدريب والمسابقات. يقول المحاضر في الكلية التقنية سعيد بن رافع إن الرياضة المدرسية لم تعد رافدا مهما كما كانت عليه في السابق لتزويد الأندية بالمواهب الرياضية نتيجة قلة التجهيزات الرياضية في معظم المدارس والاتساع العمراني الذي قلل من فرص ممارسة الرياضة في الحواري وعدم تهيئة الملاعب المدرسية في المدارس الحكومية والمستأجرة بالشكل المطلوب، فضلا عن عدم وجود صالات رياضية في أغلب المدارس لإقامة الأنشطة الرياضية بها وضيق وقت حصة التربية الرياضية التي لا يكفي لشرح المهارة وتطبيقها لجميع الطلاب وعدم توفر مكان مخصص للملابس الرياضية أثناء التبديل مما يوقع الطالب في حرج شديد أثناء استبدال ملابسه أمام زملائه. وأضاف أن على وزارة التربية والتعليم وضع ملاعب مخصصة في جميع المناطق لإقامة جميع الأنشطة الطلابية فيها وتشييد ملاعب مغلقة «صالات» داخل المباني المدرسية الحكومية الجديدة لإمكانية مزاولة الأنشطة والمهارات الرياضية داخلها وزيادة حصص التربية البدنية في جميع المراحل الدراسية. ويتفق معه كل من بندر رافع ومشاري منيعة وسليم المالكي ونايف دغروش وعبدالعزيز شبيب أن الرياضة المدرسية لن تقوم على قدميها ما لم يكن هناك زيادة في عدد الحصص الرياضية واهتمام بالملاعب المدرسية التي نصفها بالترابية حيث تشكل إحباطا كبيرا جدا وخطورة بالغة على الطلاب وتجعل معلم التربية البدنية دوما في نقاش مستمر مع أولياء الأمور واستياؤهم الدائم من تعرض أبنائهم للإصابات المختلفة وليس لنا سوى الانتظار ليتحقق المراد وننعم وزملاءنا في العديد من المدارس بصالات مغلقة أو ملاعب مظللة كي نظهر إبداعاتنا الفنية المدفونة وتبرز التربية الرياضية في المدارس ونكون وزملاؤنا الطلاب أهم الداعمين للأندية الوطنية في جميع ألعابها المختلفة ولكن الملاحظ أن الانتظار سيستمر سنوات عديدة حتى يحظى بها أبناؤنا.