لا تزال التساؤلات تدور في أذهان سكان حي الخانسة بشأن ما سيؤصول إليه الحال بعد اعتماد حيهم في الخطة التطويرية الحالية لمكةالمكرمة، خاصة بعد الإزالة التي تمت لبعض المباني، راسمين في أذهانهم صورة لحي مثالي بأن تطال يد التطوير المدخل الرئيس وفك الزحام الشديد في الحي، من واقع أن الطريق الرئيس ظل سنين عددا على حاله وينضح بالعشوائية جراء التوقف الخاطئ للسيارات على جانبيه، فضلا عن الأرصفة التي تفتقر لأدنى مقومات الجمال وظلت تظهر وجهها القبيح على مدى الفترة الماضية دون أن تجد من يكسوها مسحة جمال، في انتظار أن يتبدل الحال ويكون لها نصيب من التطوير المرتقب. يقول عمر الأسمري إن حي الخانسة والذي يبعد بضع دقائق عن المسجد الحرام بدأت به أعمال الإزالة، غير أن أبناء الحي يجهلون الصورة التي سيظهر بها الحي بعد التطوير، مؤكدا أن هناك عشرات المنازل التي أزيلت الآن تمهيدا للبدء في تحسين الوضع، وزاد: «أتمنى فعلا أن تساعد الخطة التطويرية في فك الزحام بالحي لأنه يزخر بالمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام خاصة في موسمي رمضان والحج، ما يجعل شريان الطريق في الحي يتوقف عن النبض بسبب ضيق الطرق وركن السيارات العشوائي، وكذلك في حال حدثت حفرية فإن الحي ينقلب «فوق تحت». ويرى علي القرشي أن مدخل الخانسة من ناحية الطريق المؤدي إلى المسجد الحرام توجد به مساحة كبيرة خالية يجب استغلالها على الوجه الأكمل لتجميل الحي، متمنيا أن لا يكون الاهتمام فقط بإزالة العشوائيات أو فك الاختناقات، لأن أهالي الخانسة في حاجة إلى واجهة تكون جيدة كحديقة مثلا، خاصة وأن الأهالي يتجهون إلى مواقف حجز السيارات بالشرائع من أجل الترفيه عن أبنائهم. وأضاف: «لا يمكن أن يظل الحي بدون مرافق مهمة، كما أن تطوير المدخل وحده لا يعني بالتأكيد الارتقاء بالحي من واقع أنه ضيق جدا، وتجد بجواره تلك الأرض البيضاء الواسعة التي يمكن استغلالها وجعل الحي مرغوبا للسكن عبرها وانظر كيف تعج بعشوائية الوقوف والأرصفة المترامية». واعتبر طلال الشريف أن أكثر ما يعاني منه أهل الحي هو عدم توفر المواقف، ما يدفع البعض لوضع حديد فيه كتلة أسمنتية لحجز الموقف في المكان الذي يريده، حتى لا يتجرأ أحد ويضيق مدخل الخانسة وشوارعها، خاصة سيارات النظافة التي تأتي في أوقات الذروة، وعند توقفها لأخذ النفايات يتوقف شريان الطريق عن الحركة تماما، وتساءل الشريف: «لماذا لا تباشر عملها في الليل عندما يكون الحي خاليا حتى لا تسبب ازدحاما في الشارع الذي بالكاد يكفي لسيارة واحدة فقط».أما محمد بخش فقال إن طريق الخانسة كأنه طريق قرية، فالإسفلت في الوسط والأتربة تتجمع في أطرافه، ولا توجد أعمال نظافة شاملة للحي وإن وجدت فهي بسيطة وفي أجزاء محددة، مؤكدا أن ما تحدثه تلك الأتربة تضر الكثيرين وتكتم أنفاس الأهالي، فالكميات المتناثرة ليست قليلة على طول الطريق المتوغل إلى داخل الحيز.