انطفأت الأنوار فجأة ودون سابق إنذار في صناعية الإسكان الجنوبي بجدة، ما تسبب في تعطل مصالح الأهالي الذين حضروا للورش بقصد إصلاح مركباتهم المتعطلة. في البداية تحدث (أيمن. ش) القادم من المنطقة الجنوبية عن مشكلته مع مركبته التي أراد إصلاح (الجيربوكس) المتعطل فيها، يقول: نصحني أحد أصدقائي بفني إصلاح مركبات جيد في جدة، حيث إن مشكلة مركبتي كبيرة ويلزم العمل عليها من قبل فني محترف، ولذلك لم أتردد لحظة بالحضور بها إلى جدة شارحا للعامل ظروفي ومدى استعجالي رغبة مني في استلام مركبتي في مدة أقصاها أسبوع، اتفقنا على ذلك إلا أن ما حدث غير ذلك تماما، حيث إن عامل الورشة لا يجيب على اتصالاتي المتكررة وحين يجيب على أسئلتي حول مركبتي يخبرني بأن الكهرباء انطفأت منذ أسبوع وأن مركبتي معلقة فوق إحدى الرافعات ولم يستطيعو إنزالها إلا بعد إعادة التيار الكهربائي للورشة. وشكا محمد الزهراني، أحد قائدي المركبات المتعطلة من الوضع الحالي في الورش، ويتساءل هل يعقل أن تقف مركباتنا دون إصلاح لمدة أسبوع دون وجود حل، مبينا أنه للأسف الشديد أخرج العمال ماتور المركبة من مكانه لإصلاحه، إلا أن الكهرباء المقطوعة -على حد قولهم- وقفت دون إتمام العمل عليها، وحين استفساري من العمال أفادو بأن الورشة عملها مرتكز على الكهرباء، والمضخات وأجهزة الرفع وتعبئة الزيت وغير ذلك من الأعمال بحاجة ماسة لوجود الكهرباء، ولو لم نقم باستخراج ماتور مركبتك لطلبنا منك أخذها إلى ورشة صيانة أخرى، وأما الآن فما عليك إلا الانتظار. وأضاف، «ينتهي عمل الورش في الصناعية بسبب انقطاع الكهرباء عند أذان المغرب بسبب الظلام الدامس الذي داهم الورش، فلا يستطيع العمال العمل في الورش بعد المغرب، وبالتالي فإن أول خيار لهم الذهاب إلى منازلهم، ولذلك فإن اهتمامهم بالانتهاء من إصلاح المركبة غير جاد». وأوضح أبو تركي (مالك ورشتين لإصلاح المركبات) ما أسماه بالمعاناة بسبب التعامل المباشر مع الزبائن وتحميله المسؤولية الكاملة لما يحدث.. يقول أبو تركي نتعرض للسباب والشتام ويصل الأمر إلى التماسك بالأيدي بسبب تعطيل الزبون ونقضنا للوعد الذي منحناه له لاستلام مركبته المتضررة في اليوم المحدد، والكهرباء تسببت في أزمة ثقة بيننا والزبون، ولا أعتقد أنهم سيعودون إلينا مجددا أو نستطيع الحفاظ عليهم كزبائن بعد استلامهم مركباتهم. وبين أنه «تحدث مع شركة الكهرباء لإصلاح العطل وأخبروني بأن الضغط العالي على الورش والكيبل الوحيد في الموقع قد تضرر والعمل جار لإصلاحه، وما علينا سوى الانتظار، كما أخبرت الشرطة بالوضع الحالي وحضرت للموقع وطمأنتنا بمخاطبة المسؤولين ومعالجة الوضع، إلا أن الأمر ظل على ما هو عليه، فتحدثنا معهم مرة أخرى حتى يكثفوا عمليات مراقبة الورش حتى لا تحدث عمليات سرقة بما أن الظلام الدامس يسيطر على الورش، ومركبات الأهالي قابعة بداخلها». وأضاف «مشكلة الزبائن لايقتنعون بالمبررات ولا يصدقوننا، ومعهم حق فالزبون يريد مركبته ولا يحب التعطيل ولو لدقائق فما بالك بأيام، وللأسف الشديد فإن بعض المسؤولين لا يقدرون الوضع الذي نعيشه ونتعامل معه كل يوم، من إحراجات مع الزبائن وخسائر فادحة بسبب تعطيل العمل وخسارة الزبائن كل يوم تلو الآخر بسبب غياب الثقة بيننا وبينهم وخوفهم من تكرار الأخطاء الفنية». إيجارات مرتفعة أشار أبو تركي إلى أن «ما يزيد الأمر سوءا هو رفع الإيجارات علينا بشكل مفاجئ، فمثلا كانت ورشتي ب 50 ألفا في السنة وأصبحت ب 70 ألف ريال، وعند الاستفسار عن سبب الارتفاع، أبلغني بأنه إذا لم أستطع سداد المبلغ، أو لم يعجبني السعر، فهناك غيري يرغب فيه».