في ظل تقدم التكنولوجيا وتطور طرق التعليم في العالم إلا أن هناك مشاكل تتطور في مجتمعنا، وهي مشكلة «تفشي العنف الأسري» التي يعانيها كثير من الناس بالمجتمع عامة والأطفال خاصة، حيث باتت حملات التوعية تأتي بين حين وآخر ولكن دون جدوى. ومن جانبها تؤكد المستشارة الاجتماعية منى عبدالله البيومي أن الطفل يأكل ويشرب مما يراه في المنزل، لذلك الأبوان هما الأساس وهما القدوة، ومن المهم معاملة الطفل باحترام منذ الصغر، حتى نغرس فيه هذا المبدأ وهذه القيمة، مشددة على أنه يجب عدم مناداة الطفل بأي ألفاظ سلبية حتى لا يتعلمها. فإذا أخطأ الطفل نوجهه بخصوص سلوكه فقط وليس شخصه هو، ونشرح له الخطأ فيما فعل بهدوء فإذا تم التعامل مع الطفل بهدوء وصوت منخفض وألفاظ مناسبة، سيتعامل هو أيضا مع الآخرين بنفس الطريقة، ما يؤدي ذلك إلى بناء ثقته بنفسه و تكوين شخصية. وأضافت البيومي أنه من المهم إشباع الطفل عاطفيا بالحب والحنان لانه يعد من أكبر مقومات التنشئة السليمة، مع العلم أن التطور التكنولوجي ساعد كثيرا في تسهيل الحياة من بعض جوانبها إلا أن له آثارا سلبية كثيرة متعددة المجالات نذكر منها، أفلام العنف وألعاب العنف لها دور في ظاهرة العنف الأسري سواء بين الكبار أو الصغار وهذا ما أكده العلماء والأطباء، بالإضافة إلى أن أجهزة التقنية الحديثة ساهمت أيضا في التأثير الكبير على الأبناء فكريا وأخلاقيا وصحيا، كما أدت إلى التباعد بين أفراد الأسرة وعدم قضائهم أوقاتا مشتركة مع بعضهم البعض. أما المستشارة الاسرية هدى فلاح تقول «بالرغم من المنافع الكثيرة التي أضافتها التقنية إلا أن تأثيرها على الروابط بين أفراد الأسرة سلبي في كثير من الاحيان، فكل فرد تقريبا يمتلك جهازا خاصا به يتواصل مع المجتمع الخارجي بصورة يومية، فأصبح الكثيرون يعيشون صوريا بينما اهتمامهم ومشاعرهم خارج أسوار بيوتهم. لذا يجب علينا أن نحكي لأبنائنا عما نقرؤه أو نطلعهم على بعض مما نشاهده ليبادلونا ذلك، وعلينا أن نحاول منح أبنائنا الثقة ونكون أكثر اطلاعا على مجتمعهم الذي تغير بالتأكيد عما عشناه نحن، ولعل أكثر المؤثرات على أطفالنا الألعاب الإلكترونية التي تقوم على القتال والجريمة والتي وللأسف لا نستطيع حجبها، وكل ما نستطيع فعله هو تحديد وقت للعب حتى لا يقضي الطفل طوال يومه أمام هذا الداء المدمر دون أن يشعر بما حوله، وكذلك ملاحظة سلوكيات أبنائنا فبمجرد ظهور عنف في الألفاظ أو التعامل أو زيادة الحساسية تجاه الآخرين ينبغي إيقافه عن اللعب لفترة إلى أن يستعيد توازنه، وعلينا أن نحاول شغل أوقات الأطفال بما هو مجد ومفيد.