هل نحتاج بين فترة وأخرى إلى خطب جلل حتى نتنبه إلى وجود أخطاء وخلل وإهمال؟ أشك في أننا مجتمع يتعلم من أخطائه، وهذا ما ثبت بالأدلة وليس بدليل واحد. فالكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة لا تستوعب الدرس ولا تراجع أداءها ولا تحرص على المتابعة الدورية والفجائية والمحاسبة الذاتية أولا ، ولماذا تتعب حالها طالما أن الأمور (ماشية)!. فمن كارثة إلى مأساة ، إلى مصيبة ومصاب جلل ، تقوم الدنيا ولا تقعد وكأن كل شيء كان سليما ، وكل ما يهم هو تحديد المتسبب أو كبش الفداء ، لكن ماذا نتعلم وهل نتغير ونراجع كل مظاهر الإهمال؟! ، لنتأمل كارثة سيول جدة وقد فتحت ملفات معقدة ، والحمد لله انتهت المشاريع المؤقتة وانطلقت المشاريع الدائمة ، ولكن أخطار السيول ليست فقط في جدة ولا في شرقها فقط ، بل في مختلف المناطق ، والحلول إما أفكار أو مشاريع مؤجلة أو لا هذه ولا تلك لأنها (لا تستاهل) النزول من الكراسي. هل نسينا حوادث الحرائق ومآسيها في مدارس وغيرها من منشآت ومستودعات ومعارض وأسواق شعبية ، شاهدة على حجم الإهمال يمكن أن تصدمنا في أي لحظة لا سمح الله ، والدليل إغلاق مبان مدرسية معظمها خاصة بسبب سوء الصيانة ، وبالتأكيد ما خفي أكثر وأعظم . وبالأمس القريب جدا صحونا من سبات طويل على مأساة ناقلة الغاز بالرياض وراح فيها ما راح من أرواح وخسائر ، وكأننا اكتشفنا فجأة الطريقة الخطأ في نقل المواد الخطرة ، مع أن مئات الناقلات تسير على مدار اليوم تحت سمع وبصر كل من يهمه الأمر. وقبل أيام حدث ما حدث في مستشفى عرفان بجدة من خطأ طبي اختطف روح الطفل «صلاح» ليترك فاجعة تدمي قلوب أهله وقلوب الجميع ، وما أكثر الفواجع ، رحم الله ضحاياها ، ورزق ذويهم الصبر وحسن الأجر. للأسف ذاكرتنا ضعيفة وإرادتنا في تغيير أنفسنا أضعف ، حتى يقع مالا يحمد عقباه ، ثم نقيم عليه مأتما وعويلا ، لذلك لا غرابة أن تظل الضوابط حبرا على ورق ، وفي الحديث الشريف: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» ، ومع ذلك نلدغ من جحور وجحور مرات ومرات، فهل يكفي ما حدث أم سنظل في مسلسل الإهمال؟!.