استطاعت بلدية بريمان مؤخرا، خلال جولاتها الميدانية وبلاغات المواطنين القضاء على تسع مصانع للأسمنت «المغشوش» تنتج يوميا 10 آلاف كيس تقريبا، وتلك الكمية الكافية لبناء عمارة من عشر أدوار حسب إفادة مهندسين معماريين متخصصين ، كما تعدى نشاط هذه المصانع إلى تصنيع الطوب. سوء تخزين ولا تخزن كميات الأسمنت الكبيرة، بسبب ازدياد أعداد زبائنها، من أصحاب النفوس الضعيفة، ومنهم المقاولون الذين يقومون بما يسمى بالبناء التجاري، وكذلك أصحاب المباني الذين يوكلون إلى العمالة لديهم شراء الأسمنت دون رقابة منهم، مؤكدين بهذا التصرف أن الكسب المادي أهم من أرواح البشر. سوق سوداء «عكاظ» التقت برئيس بلدية بريمان المهندس عبدالله العجمي بعد هذه الحملات المتكررة والتي شغلت الكثير من الناس خوفا من أن تكون مبانيهم مشيدة بهذا النوع من الأسمنت،وعن كيفية التعرف على هذه المواقع؟ أكد العجمي أن ذلك يتم إما عن طريق الجولات الميدانية اليومية أو عن طريق مراقبي البلديات أو عن طريق بلاغ من المواطنين، مشيرا إلى أن الأمر شديد الخطورة كونه يتعلق بأرواح الناس ومن المؤكد أنه قد استخدم في تشييد عشرات المباني قبل أن تكتشف البلدية الأمر، مما يجعلها تحت دائرة الخطر ويزداد الأمر سوءا إذا وصل مثل هذا الإسمنت إلى مصانع الخرسانة الجاهزة أو ما يسمى ب(سابقة الصب) بحيث يوضع هذا الأسمنت في قوالب ويستخدم في تشييد المباني العملاقة. الأسمنت الأسود وذكر العجمي، أن البلدية كانت تشل النشاط، ولكن بعد أن رأت البعض يعود إليه قامت بمسح وتدمير المواقع بالكامل من مباني ومعدات ومواطير وقوالب وأكياس أسمنتية بعضها مزور وبعضها مصنع ومكتوب عليه (أسمنت اسود بورتلاندي) دون الإشارة إلى مصدره، مشددا على أن يتم شراء الأسمنت من المصنع مباشرة أو من وكيل معتمد أو من خلال المواقع التي حددت المحافظة للشاحنات أن تبيع الأسمنت فيها، وقال: «لا يترك الأمر للعمالة ليقومون بشراء الأسمنت لأن مثل هذه المصانع «المغشوشة» لهم زبائن دائمين من المقاولين الذين لا يطبقون الشروط والمواصفات اللازمة للبناء. مخلوط بالرمل وأشار العجمي إلى أن هذه المصانع كانت تصنع الأسمنت الأبيض والأسود، وتخلطه بالرمل في غرف من خلال إدخال ماسورة هواء تقوم بخلط الأسمنت بالرمل فيكون المنتج كيس الأسمنت بجودة لا تتجاوز 50% من المواصفات الصادرة من المصنع، مؤكدا أن مقرات المصانع عبارة عن أحواش مستأجرة من مواطنين وعندما تم تضييق الخناق عليهم اتجهوا للأراضي الفضاء لممارسة نشاطهم. وأضاف: «إن الأمانة في مثل هذه الحالات تطبق أعلى حد من الغرامات البلدية المالية وتقطع التيار الكهربائي عن الموقع بالإضافة إلى تحويل القضية إلى دائرة الغش التجاري، التي بدورها تحقق في الموضوع ومن ثم يتم تحويل القضية إلى التحقيق والادعاء العام ليصدر بها حكم شرعي»، بالإضافة إلى متابعة المواقع والمرور إليها في كل جولة تقوم بها البلدية مستقبلا. جولات مديري البلديات وبين رئيس بلدية بريمان، أن أمين جدة الدكتور هاني أبوراس، حرص على أن يكون رؤساء البلديات من فئة الشباب وشدد على أن يقوموا شخصيا بالجولات الميدانية، مع تفويض الصلاحيات بحيث يمكن إسناد العمل الروتيني اليومي من معاملات وبريد ونحوه لأحد الموظفين، ويباشر الرؤساء المواقع بأنفسهم، مرجعا السبب إلى أن ذلك يسهم في إنهاء المشكلة فورا وعدم دخولها في دائرة الروتين، مشيرا إلى أن مثل هذا التوجه أتى بثماره. وأوضح العجمي أن تم القبض على 12 عاملا من إحدى الجنسيات الآسيوية في أم الحبلين، وتم التحقيق معهم في الموقع بحضور مندوب من دائرة الغش التجاري بالأمانة وأفادوا أن مصنعهم هذا هو آخر مصنع في المنطقة. ربط البلديات ويرتبط رؤساء البلديات الفرعية، بمركز إدارة العمليات (940) بحيث يسمع الجميع كل ما يدور وكل ما يبلغ عنه، وفي نهاية كل عام يتم تقييم أداء كل بلدية بحسب عدد البلاغات الواردة وما تم إقفاله منها وما بقي مفتوحا مع التحقيق في المعلق منها. شهادات شكر وأكد العجمي أن دور البلديات الفرعية يتعدى رصد المخالفات إلى منح شهادات الشكر للمتميزين والمحافظين على الشروط والمواصفات لمنشآتهم وهم بدورهم يضعون هذه الشهادات في محلاتهم وتكون نوعا من الدعاية لمنتجاتهم مما يدب روح التنافس بين المحلات بتقديم الأفضل. ملاحظة «المغشوش» من جهته أوضح المهندس المعماري هشام جمعة، أنه يمكن ملاحظة ذلك من خلال التصدعات التي تظهر على الحائط مثلا فهذه التصدعات تسمح بمرور الهواء والرطوبة إلى الحديد الذي هو عصب المبنى ويبدأ الصدأ الذي يجعل الحديد هشا، ومن ثم يصبح المبنى آيلا للسقوط. طرق المعالجة من جانبه بين المهندس المعماري معتز غانم، أن المعالجة تكمن في إزالة الأماكن الهشة والتي ظهر فيها التصدع بوضوح حتى نصل للمنطقة الصلبة ثم نأتي بمادة تسمى (إليبوند) أو(إليكوبوند) وتخلط بالماء وتعبأ أماكن التصدعات بها وهذه الطريقة تعالج مسألة الشروخ والتصدعات وتعيد الترابط بين الأجزاء الخرسانية وتحفظ الحديد من عوامل الصدأ، مشددا على أهمية التأكد من رقم المواصفات الصادر من المصنع والمكتوب على كيس الأسمنت للتأكد من صلاحيته للبناء.
