الأسماك تهرب من وحشة الكورنيش الجنوبي

رواده استجاروا من رمضاء الشمال بالظلام

الكورنيش الجنوبي يشكو من الغربة والوحدة القاتلة ، ورواده يقولون انه سقط نهائيا من الذاكرة ، ولا يتذكره العابرون إلا في طريق الذهاب والإياب من شمال جدة الى جنوبها او من جنوبها الى شمالها .. يتكثف فيه نقص الخدمات والإهمال الواضح ، والهدوء المخيف ، حيث هجر رواد البحر الجنوبي بحثا عن روعة الشمال ويقظته الدائمة وضجيجه الذي لا ينتهي.
وعود متلاحقة .. ولكن الكورنيش كما هو معلوم يمتد من جنوب قاعدة الملك فيصل البحرية حتى منطقة الشعيبة ، وتلقى الكورنيش وعودا متلاحقة بالتطوير منذ سنوات خلت لكن الوعود بقيت كما هي بلا تنفيذ او متابعة كي تتحول الى واقع في الارض بل خيالات ودراسات ومقترحات وتوصيات على الورق . من دهمهم زحام الكوريش الشمالي وضوضائه وحركته المتلاحقة اتجهوا جنوبا بحثا عن المرفأ الآمن والشاطئ الهادئ لكن كمن يستجير من الرمضاء بالنار. فالحال في الكورنيش الشمالي يغني عن السؤال بسبب الاغلاق المرتبط بتنفيذ بعض المشاريع لكن واقع الجنوبي أسوأ كما يقول المصطافون .
نفايات في كل مكان
«عكاظ» جالت في الموقع ورصدت الحالة تماما حيث بات التنزه أمرا غير ممكن بسبب كثرة المخلفات والنفايات وغياب عمال النظافة عن المنطقة ، وتصاعد الروائح غير المستحبة من الشاطئ، وفي الليل تتضاعف المصاعب وتتزايد بسبب الظلام الكثيف الذي يخيم على كامل المنطقة ، والغريب في الامر ان اعمدة التيار منصوبة وتقف شاهدة على الشاطئ لكنها تعرضت للصدأ والتآكل لغياب الصيانة والمتابعة كما ان وجود المولدات الكهربائية المكشوفة في المنطقة تعرض سلامة الاطفال الى الخطر الوخيم ما يستدعي تحركا عاجلا من شركة الكهرباء لمعالجة الموقف وضمان سلامة رواد البحر من الصغار والكبار فالخطر كما يقول المصطافون لا يفرق بين صغير وكبير.
يقول حسين مقبول الذي بدا قلقا وغاضبا على اوضاع الكورنيش الجنوبي، جئت الى هنا من مكة المكرمة واستغرب كثيرا لنقص الخدمات في هذه المنطقة الحيوية رغم إقبال المتنزهين على الكورنيش، المسؤولون مطالبون بتوفير المسطحات الخضراء المهيأة ومقاعد للزوار ودورات مياه عامة . أما عبد الرحمن حبيب فيقول المدة التي قضت فيها الوعود كانت كافية لإنشاء مدن وليس تطوير كورنيش يبلغ طوله عدة كيلومترات، وأردف قائلا جئت الى الموقع دون اطفالي لانني ادرك بأن الخدمات المساندة غير موجودة .. جئت للصيد ولو لم اكن هاويا للصيد لما جئت فالمكان غير مشجع حسب قوله.
هروب الأسماك للشمال
يتذكر أحد الصيادين في بحر الكورنيش الجنوبي ماضيه الجميل حيث كان يمتاز بالنظافة ولكن الحال تغير الان والشاطئ ملوث وكثيف بالطحالب والقوارض والحشرات مختلفة الانواع والاشكال فهرب السمك إلى مواقع اخرى !
ويضيف متنزهون اخرون انهم جاءوا الى الكورنيش الجنوبي بعدما ضاقت عليهم منطقة الشمال بسبب مشاريع تطوير الواجهة . كان من الأوجب التركيز في اصلاح الجنوب لتمكينه من استيعاب رواد الشمال .. «عكاظ» اتصلت بأمانة جدة ومتحدثها الرسمي لكنها فضلت عدم الرد على الانتقادات.