«اللهم سلم سلم » عبارة ضجت بها عربة قطار الموت، وسط صراخ وهلع وخوف قبل أن ينقلب فجأة ويخلف 45 مصاباً، الحادث وقع بالقرب من طريق خريص على بعد 74 كلم من قلب العاصمة الرياض. وفور تلقي بلاغ الحادث استنفرت فرق الهلال الأحمر الأرضية والجوية وأعلنت مستشفيات العاصمة الرياض حالة الاستنفار لاستقبال المصابين الذين نقلوا عبر 15 سيارة إسعاف، فيما تواجد نائب أمير منطقة الرياض ميدانياً ووقف على الواقعة والتقى المسافرين الناجين من الموت. وفي الوقت الذي أكدت فيه المؤسسة العامة للسكك الحديدية عدم تحديد مسببات الحادث علمت «عكاظ» من مصادر فنية في مؤسسة الخطوط الحديدية أن سبب الحادث يكمن في أن السائق أخطأ عند أحد تحويلات مسار القطار وهي منطقة التخزين العاشرة وسار بسرعة 125 كلم في الساعة بينما كانت السرعة المطلوبة لا تتجاوز 40 كلم عند المنعطف . وبحسب المصادر فإن القاطرة التي انقلبت أمريكية وهي واحدة من الأسطول القديم الذي مازالت تحتفظ به مؤسسة الخطوط الحديدية، فيما انقلبت عربتان هما :الرحاب ذات الصناعة الكورية والطليعة الألمانية. ميدانيا، أشرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائب أمير الرياض على إجراءات نقل المصابين واطمأن إلى وصولهم لمحطة الرياض وتفقد الحالات في المستشفيات واطمأن إلى سلامة ما يقدم لهم من خدمات صحية وطبية وسريرية. المؤسسة العامة للسكة الحديدية سارعت ببث بيان صحافي، حيث أوضح مدير إدارة العلاقات العامة بالمؤسسة المكلف محمد ياسين بو حليقة أن القطار كان في رحلة عادية بين الدماموالرياض مروراً ببقيق والهفوف وكان على متنه (332) راكباً عند وقوع الحادثة وقد تعرض بعض الركاب والطاقم لإصابات تفاوتت بين جروح خفيفة ورضوض ولم يسفر الحادث عن وفيات. وأبان بو حليقة أن الحادث الذي لم تعرف أسبابه وقع في منطقة صحراوية تبعد عن الرياض (70) كلم تقريباً وفور وقوعه توجه فريق من فنيي المؤسسة إضافة إلى فرقة من الدفاع المدني والهلال الأحمر والإسعاف الطائر وشرطة المؤسسة إلى الموقع لمباشرة الحادث والإشراف على إجلاء الركاب، فيما وجه الرئيس العام للسكة الحديدية بالنيابة المهندس/ حمد العبدالقادر بتوفير وسيلة نقل مناسبة لإجلاء الركاب على وجه السرعة وتوفير كافة التسهيلات لهم، حيث تم نقلهم إلى أحد القطارات الحديثة التي كانت متواجدة في موقع التخزين ووصلوا إلى محطة الرياض باستثناء راكب واحد مصاب برضوض تم نقله بالإسعاف الطائر إلى أحد مستشفيات الرياض، مضيفاً أن الحادث تسبب في إغلاق الخط الحديدي وتعليق جميع الرحلات من الرياض في هذا اليوم فيما يستمر تسيير القطارات بين الدمام وبقيق والهفوف فقط. وأكد أبو حليقة أن المؤسسة قامت بتوفير حافلات لنقل ركاب الرحلة رقم (3) من الهفوف إلى الرياض، فيما تم تعويض الركاب المسافرين على الرحلة رقم (4) المتجهة من الرياض إلى كل من الهفوف وبقيق والدمام عن كامل قيمة التذكرة، كما قامت بتوجيه رسائل قصيرة بالهاتف لمن لديهم حجوزات على الرحلات القادمة خلال اليوم تتضمن إبلاغهم بإلغاء رحلاتهم وتعتذر لهم عما حصل مؤكدة على حقهم في استرجاع كامل قيمة التذكرة أو تحويلها على رحلة أخرى. قد شهدت الثلاث سنوات الأخيرة العديد من حوادث القطارات بالمملكة وتوفي سائق شاحنة كبيرة مخصصة لنقل السيارات قبل يومين في حادث تصادم مع قطار ركاب على تقاطع الحرس الوطني بالهفوف المقابل لهيئة الري والصرف بالأحساء فيما لم يصب أي من الركاب وطاقم القطار بأذى. وذلك بعد علوق الشاحنة على الخط الحديدي بعد أن قام سائقها (باكستاني الجنسية) بعبور التقاطع أثناء اقتراب القطار منه ودخوله عنوة إلى حرم الخط الحديدي متجاوزاً البوابة التي تغلق الخط آلياً قبل وصول القطار إلى التقاطع حيث سمح للقطار بالتحرك من الموقع بعد انتهاء التحقيقات ووصل إلى محطة الهفوف متأخراً (49) دقيقة عن موعده، وقام الفنيون بمحطة الهفوف بإجراء فحص روتيني للقطار وفصل القاطرة المتضررة واستبدالها بقاطرة أخرى كما تم استبدال القائد بآخر كإجراء احترازي وتحرك القطار إلى محطته الأخيرة الرياض التي وصلها عند الساعة 10:55 متأخراً عن موعده المعتاد (98) دقيقة. فيما أصيب ثلاثة أسيويين في حادث تصادم قبل حوالي سبعة أشهر بين سيارة ومكينة قطار تسحب 5 عربات مخصصة لنقل الأحجار تستخدمها شركة متعاقدة مع السكة الحديدية وبذل رجال الإنقاذ بالدفاع المدني جهودا كبيرة في إخراج أحد المصابين الذي كان محتجز داخل السيارة وذلك عند تقاطع سكة حديد خريص مع حرض على بعد 10 كلم من خريص باتجاه الخرج وقد نتج عن الحادث إصابة قائد السيارة ومرافقيه واحتجاز أحدهم كما نجا 341 راكباً قبل سنة ونصف من حادث تصادم للقطار الذي يقلهم بسيارة عالقة على الطريق بمنطقة كانوا على قطار الركاب رقم 6 القادم من الرياض بعد اصطدامه بسيارة من نوع كابريس كانت عالقة على الطريق بعد أن قام صاحبها بقص السياج ومحاولة العبور من فوق سكة القطار إلا أن السيارة علقت على الطريق مما جعل القطار يصطدم بها بعد مغادرته محطة الهفوف متجهاً إلى الدمام ووصوله إلى الكيلو 111 حيث ترجل صاحب السيارة منها قبل الاصطدام كما أصيب ثلاثة أسيويين في حادث تصادم قبل سنتين بين سيارة ومكينة قطار تسحب 5 عربات مخصصة لنقل الأحجار تستخدمها شركه متعاقدة مع السكة الحديدية كما أنقذت العناية الإلهية قبل ثلاث سنوات 300 راكب معظمهم من النساء والأطفال كانوا على رحلة القطار المتجهة من الأحساء إلى الرياض وذلك بعد اصطدام القطار الذي كانوا عليه بسيارة من نوع تايوتا جيب شاص كانت عالقة على الخط على بعد 120 كم من محافظة الأحساء بالقرب من هجرة خريص مما نتج عنه تلفيات كبيرة في السيارة وبعض التلفيات في القطار وعلوق قطع حديد من السيارة بالقطار.
