كان السعودي يسرح ويمرح في أرض الله مرحبا به في أي مكان، جوازه الأخضر كان مفتاحه السحري لعبور بوابات العالم دون سؤال أو جواب، وبالتأكيد لأن طلباته محدودة ومعروفة، إما (السياحة والاستجمام) أو البزنس، وفي الحالتين هو الإنسان المسالم الذي ينفق المال، ولا يشك أحد في أن نواياه لا تتعدى ما هو أكثر من ذلك. ولعل تلك المرونة الفريدة التي كان العالم يعامله بها هي التي جعلته لا يعبأ بمعرفة قوانين وأنظمة البلدان، وحقوقه وواجباته في أي بلد، بل وعدم الاكتراث بمعرفة مقر سفارة وطنه أو حتى التفكير في تسجيل بياناته لديها.. لكن الحال اختلف بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر ودخول الفرد السعودي دائرة الاتهام بشكل افتراضي وعشوائي حتى يثبت العكس، خصوصا في أمريكا والدول التي تدور في فلكها. حينها نصحنا إخواننا أن يتنبهوا جيدا إلى أن الحال تغير، وأن عليهم بالضرورة التواصل مع سفاراتهم في أي دولة، وقبل ذلك معرفة المهم من أنظمة وقوانين البلد الذي يقصدونه، لكن الكثير من إخواننا لم يهتموا بذلك، وتعاملوا مع العالم على أنه نفس العالم السابق، لتكون النتيجة وقوع الكثير منهم في مشاكل معقدة وخطيرة.. والآن، ورغم أن الأوضاع العالمية والعربية أسوأ مما كانت عليه إلا أن إخواننا ما زالوا على نفس الطريقة، لذلك لقد نشرت صحف الأمس بيانا لوزارة الخارجية يفيد تأكيد دور السفارات في خدمة المواطن، ونصيحته بالاتصال بها عند حدوث أي مشكلة، وضرورة التزام الصمت عند القبض عليه أو التحقيق معه لحين حضور محامي السفارة، وعدم القيام بدور الشاهد في أي قضية تترتب عليها آثار قانونية سلبية.. مجرد خبر كهذا في صحيفة يومية لن يفيد لوحده، ولابد للمسافر ان يعرف ما يجب عليه القيام به والالتزام به منذ حصوله على جواز السفر مرورا ببوابة المغادرة وانتهاء بمحطة الوصول.. إننا بحاجة ماسة في هذه الظروف للقيام بحملة وطنية فعالة تتبناها الجهات المختصة لتوعية المسافرين بكثير من الالتزامات والإجراءات القانونية التي يجهلونها، كما يجب على بعض سفاراتنا أن تصحو من سباتها وتكون قريبة من المواطن فعلا لا قولا، خصوصا ونحن نشاهد ما يحدث هذه الأيام... [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة